الحقيقة، لولا أن العناوين ترفض الإطالة، لكتبت: كيف تميز الخليجية والخليجي عن غيرهم في الخارج، بسرعة وبأقل مجهود؟
لتمييز الخليجي عن غيره في الخارج، أوروبا مثلاً، أو أميركا، أو غيرها، إليك بعض الأدلة القطعية، غير القابلة للمساومة ولا المناقشة؛ ستجده جالساً على الكرسي نفسه، حول الطاولة نفسها، في التوقيت نفسه، وفي المقهى نفسه، الذي شاهدته فيه قبل أسبوعين، وإلى جواره أصدقاؤه، بالهيئة ذاتها، وأماكن الجلوس ذاتها.
ولا تندهش إن رأيت الجرسون يحضر المشاريب من دون أن يناقشهم فيها، فالمشاريب هي ذاتها التي يتناولونها يومياً، طوال فترة السفر، وهي كالنقش في الحجر، يصعب تغييرها.
ولتتأكد أكثر أنهم خليجيون، انتظر قليلاً، معلش، إلى أن يطلبوا الفاتورة، فإن تخانقوا على الفاتورة، وسالت دماؤهم، وسقط الجرحى والقتلى، وتدخلت سيارات الاسعاف، وكاميرات المحطات الفضائية، ووقعت الطاولة وانكسرت قدمها، وعلا صراخ الأطفال في الطاولات المجاورة، هلعاً، فاقطع الشك باليقين.. أنت أمام مجموعة من الخليجيين الأقحاح.
أما إن تم حل «مشكلة الفاتورة» بسرعة، فتتبع أثرهم، وستكتشف أنهم حديثو «الخلجنة» أو «أدعياء».
هذا عن الخليجي، أما الخليجية، فيمكنك معرفتها بصورة أسرع وأسهل؛ لن تجدها في المقهى في ساعات الصباح، لكنها ستجلس على كرسيها ذاته، في المقهى ذاته، منذ مغيب الشمس، إلى أن يلهث الجرسون ويدلدل لسانه الكريم.
وما يميزها أنها، دائما وأبداً، حفظها الله، في لباس السهرة، الذي يتناسب مع غطاء هاتفها النقال، وساعة يدها، وحقيبتها الصغيرة.. في المقهى بلباس السهرة، وفي الصيدلية بلباس السهرة اللماع، وبكامل مجوهراتها، وفي مدينة الألعاب، تلعب وهي ترتدي لباس السهرة…
لا تفكر كثيراً. هي خليجية أوريجينال، لا شك، وإن بدت بيضاء، أو بشعر أشقر، أو تتحدث لغة أجنبية بطلاقة.. هذه المميزات مثل البصمة، لا يمكن القفز عليها.
هكذا خلقنا الله مميزين، منذ القدم (بكسر القاف والعين).