ليس ضرورياً أن تكون ذا شهادة أكاديمية عالية لحل المشكلة، كل ما تحتاج إليه هو السعي الجاد، وأن تكون محاطاً بأشخاص يقدمون التشريع والمشورة والرأي الجيد للوصول إلى الحلول، وهو ما يحدث مع ياسر اليوم، وأتمنى أن يستمر في عمله هذا. دائماً ما أقول إن مشاكل الدولة، المتعلقة بالعمران تحديداً أو التطوير سهلة، ومن الممكن حلها دون تعقيدٍ ولجانٍ ونثر أحلام يميناً وشمالاً دون عمل، فطالما توافر العنصر المادي والشخص الذي يستوعب المشكلة فمن السهل جداً إيجاد الحلول لها دون تعقيد أو مماطلة. لنلتفت إلى كل المجالات وكل النواقص ستجدون أن الحلول بسيطة ومتعددة ولا تحتاج إلى عقليات فذة لتحقيقها على أرض الواقع، فالازدحام مثلاً من الممكن التخلص منه بأكثر من أسلوب، كإنشاء طرق جديدة كتلك التي تحدث في منطقة الشويخ أو بخلق وسائل عملية للنقل الجماعي أو من خلال التوزيع الحصيف لمرافق الدولة ومقار العمل وغيرها من الأساليب، وجميع تلك الحلول ممكنة ولا تحتاج إلا إلى قرارات سريعة للوصول إليها. وتهالك المنشآت الصحية وسوء توزيعها أيضاً لا يتطلبان سوى السرعة في تشييد مؤسسات صحية جديدة وترميم المنشآت الحالية، عطفاً على تخصيص مراكز صحية متخصصة في جميع المحافظات واستقطاب المختصين في مختلف المجالات، بدلاً من أن تصرف الدولة على المواطنين ومرافقيهم للذهاب إلى هؤلاء المختصين في الخارج. وكذلك الحال مع الرياضة والثقافة والكهرباء وغيرها من قطاعات كل الحلول بسيطة مادام العنصر المادي حاضراً ولكنها تتطلب الحس الواعي. وبالطبع فإنني أستثني التنمية البشرية مما أقول، فهي التي تحتاج إلى شخصيات فذة ومدة زمنية طويلة لإعادة غرس قيم ومفاهيم في نفوس البشر تساعدهم على الإبداع وحرية التفكير والتطوير والنهوض، وهي، أي التنمية البشرية، تحتاج إلى الكثير من العمل المتشعب للوصول إلى النتائج الجيدة. على أي حال، وبعيداً عن ملف التنمية البشرية الذي لا يتسع له هذا المقال، نعود إلى نموذج كويتي شاب تمكن خلال فترة قصيرة من تطبيق الأسلوب السهل والبسيط في الملف الذي يتولاه ليحقق بذلك نتائج ملموسة يشهد لها الجميع ساهمت، ولا تزال تساهم، في حلحلة ملف مستعصٍ منذ مدة طويلة، وأعني هنا الوزير ياسر أبل الذي أولى قضية الإسكان جُلّ اهتمامه وتركيزه، فتمكن من إعادة الأمل في إنهاء أزمة الإسكان خلال فترة وجيزة. اليوم بتنا نسمع ونقرأ ونشاهد أخبار التوزيعات الإسكانية بشكل يومي ومستمر، يثبت ويؤكد أن مشكلة كانت تعد من أكبر مشكلات الكويت، بحسب رأي الناس وسلم أولوياتهم، من الممكن الوصول إلى حل لها، إذا ما وُجِد الأشخاص المناسبون لتولي تلك الملفات، فمن غير الضروري أن تكون ذا شهادة أكاديمية عالية لحل المشكلة، كل ما تحتاج إليه هو السعي الجاد وأن تكون محاطاً بأشخاص يقدمون التشريع والمشورة والرأي الجيد للوصول إلى الحلول، وهو ما يحدث مع ياسر اليوم، وأتمنى أن يستمر في عمله هذا. إن نموذج ياسر أبل هو ما يجب أن يعمم على وزارات ومؤسسات الدولة بعيداً عن الوعود والأحلام، فنحن بحاجة إلى نموذج عمل جاد، وهو ما يقدمه ياسر ومن معه، فكل الشكر لهم، وأنا على يقين بأن النتائج ستكون أفضل في المستقبل. خارج نطاق التغطية: محمد جعفر مالك موقع «طلبات»… تحتاج الكويت إلى عقلية استثمارية واعية تجيد قراءة احتياجات الناس كعقلية محمد، وكم أتمنى أن يكون له شأن في التخطيط للدولة.