لقد كررنا منذ سنوات أن «ما بني على باطل فهو باطل»، وأنهم أي ما يسمى بالأغلبية- وما زالوا يصرون على التسمية رغم كونهم أقل من الأقلية- ليسوا سوى أشخاص جمعتهم مصالح مؤقتة جعلتهم في ركن واحد شاءت الظروف حينذاك أن يكون ركنا ذا مطالب إصلاحية مستحقة. هي مفردة كانت تستخدم مع بداية أدوات المحادثة الإلكترونية في تسعينيات القرن الماضي للتعبير عن بطء المتلقي في تلقي المعلومات والنصوص المرسلة له. هذا ما يعيشه ما يسمى بالحراك اليوم، فالجماعة استوعبوا بعد ثلاث سنوات أن حراكهم هش، وأسسه ضعيفة لا تصلح لقيادة أو حتى المشاركة بأي عملية إصلاح فعلية. ها هم اليوم يصارع بعضهم بعضا، فباتوا يخونون بعضا ويسعون إلى إسقاط ما اعتبروه رمزا لهم طيلة السنوات الماضية، ويشككون في نوايا بعضهم، كل ذلك وأكثر دون رؤية حقيقية لما يجب أن يحدث في سبيل تقويم المسار وتعديله. لقد كررنا منذ سنوات أن "ما بني على باطل فهو باطل"، وأنهم أي ما يسمى بالأغلبية- وما زالوا يصرون على التسمية رغم كونهم أقل من الأقلية- ليسوا سوى أشخاص جمعتهم مصالح مؤقتة جعلتهم في ركن واحد شاءت الظروف حينذاك أن يكون ركنا ذا مطالب إصلاحية مستحقة، وأقول شاءت الظروف؛ لأني أعلم علم اليقين أن الإصلاح لا يكون من خلال كبت الحريات، ولا استثناء أنفسهم من القانون، ولا من خلال تعديهم على الدستور بمختلف مواده، ولا من خلال دفاعهم عن اللصوص، ولا من خلال تشجيع توزيع الأموال يمنة وشمالا، فأي عاقل يصدق أن كل هؤلاء سيحققون أو يسعون إلى الإصلاح أصلا؟! ما كررناه حينها لم يكن ناتجاً عن فطنة أو ذكاء، بل هو نتاج طبيعي واستقراء منطقي لواقع جعل مجموعة كتلك تجتمع، وكان من الطبيعي جدا أن يتسلق أتباع تلك المجموعة من شباب سلم الحراك، بل أن يتشدقوا فيه وإن كان أولئك الأتباع لا يقلون سوءا عمن يقودهم. اليوم بعد أن استثنوا كل من يخالفهم وقذفوه بأقذع الألفاظ ونزعوا رداء الوطنية عن هذا، ووصفوا الآخر بالمتمصلح ظلوا وحيدين، فلم يكن أمامهم سوى أن يتصارعوا فيما بينهم، وسيظلون كذلك إلى أن يتفرق ما تبقى منهم، ويشارك من يشارك في الانتخابات المقبلة، ولا يتبقى سوى نفر قليل يتخذ من "تويتر" منبرا للإصلاح الوهمي. هي فرصة أخيرة لكل مخلص انطلت عليه أكذوبة الإصلاح المزعوم لدى هؤلاء بأن يعيد النظر فيما جرى، ويحدد ما يريد بمنطق وواقعية دون مزايدة ومطالبات اندفاعية لن يستطيعوا تحقيقها أو الالتزام بها. خارج نطاق التغطية: إلى وزارة الصحة مع التحية: ابنتي تبلغ من العمر عامين ونصف العام، وحسب جدول التطعيم يفترض أن تكون هناك جرعة تطعيم في هذا العمر، وعند مراجعة المركز الصحي تم إبلاغنا بأنه لا جرعة تطعيم لهذا العمر، وما زلت أجهل إن كان هناك تطعيم فعلا أو لا لهذا العمر، مع العلم أن موقع وزارة الصحة يؤكد وجود تطعيم والمركز الصحي ينفي، فما العمل؟