انقشعت الغمة وزال الكابوس بإعلان طلال فهد الصباح الترشح لرئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم والفوز بهذا المنصب قريبا، فطلال الصباح لم يكتفِ بالنكسات المستمرة لكرة القدم من عهد شقيقه الأكبر والأمثل، ولم يشبعه الدمار الذي ألحقه هو شخصياً بكرة السلة عندما تولى رئاسة اتحادها ليقطع العهد على نفسه بأن يكمل المسيرة في كرة القدم كذلك.
ولعل السنوات الأخيرة التي اختطف بها اتحاد القدم قسراً بسبب عجز الحكومة عن تطبيق القانون كافية لأي عاقل لمعرفة المصير القادم بقيادة هذا الشخص، فسنوات رئاسته شهدت حصوله على أضخم مبالغ مادية لكرة القدم سواء عبر ما قدمه له سمو الأمير شخصياً من دعم مادي غير مسبوق، هذا الدعم الذي يفوق ميزانية جميع الاتحادات الكروية السابقة بأضعاف، أو من خلال عقد الرعاية الموقع مع شركة "ڤيڤا" للاتصالات، وهي أيضاً أكبر رعاية بالإضافة إلى المبالغ التي يتحصلها من العقوبات على الأندية التي تفوق أيضاً كل الاتحادات السابقة، ناهيكم عما حصل عليه المنتخب من مكافآت بعد الفوز بكأس الخليج في اليمن ليأخذ جزءاً من هذه المكافآت ويبني بها مسجداً باسم والده في اليمن!!
كل تلك الأموال غير المسبوقة لم تحمنا من الخسائر والنكسات، وحجة طلال ومن معه هي عدم وجود دعم مالي من الحكومة!!
طلال الصباح واتحاد القدم يلخصان لنا حالة الدولة بأسرها، فالموهبة موجودة والإبداع متوافر، ولكن الإدارة مفقودة بل بالأصح فإن الإدارة تنخر في الكيان أو ما تبقى منه إلى أن تقضي عليه تماماً، والمصيبة أن الرياضيين أو ما يسمى بالرياضيين في مختلف الأندية يصرون على اختيار شخص كطلال لقيادتهم، وبالطبع فإن المقابل بعض المناصب وبعض الوفود المسافرة للسياحة على حساب الدولة لا أكثر.
قد يعزو البعض تراجع رياضتنا إلى إهمال الحكومة، وأنا أجد أن الإهمال الحكومي لم يأتِ من فراغ، بل بسبب إهمال الرياضيين أنفسهم لرياضتهم وتسليم دفتها لمن لا يستحق إطلاقاً.
الحلول سهلة وإرغام الحكومة على الاهتمام أسهل، ويتمثل بحسن اختيار من يمثل الرياضيين ويدير الدفة بشكل أفضل من طلال وتكتله الذي قتل رياضتنا.