وحدهم أصحاب المبدأ، أيا كانوا يرفضون الإقصاء ويقفون مع الحق أينما كان، وسالكوه قلة اليوم للأسف، لكنهم لم يستوحشوه، فابحثوا عنهم تجدوهم يقفون ضد أحداث ديوان الحربش ومع حق الحكومة باللجوء إلى «الدستورية» وضد وأد الاستجوابات، ومع الإبقاء على شكل الدوائر الحالي في الانتخابات المقبلة حتى إن ضرّتهم نتائجها.
ها نحن عدنا من جديد إلى ترهات أغلبية 2009 النيابية، فبعدما عشنا كابوس أغلبية 2012 منذ فبراير الماضي وما حملته نفوسهم من إقصاء وتعدٍّ على الحريات وانتهاكات متعددة للدستور، وصفقات يتم فيها تعيين هذا الصهر كمستشار والصهر الآخر كوكيل مساعد، ويقبل ابن هذا في كلية الضباط، ويسحب ابن الآخر من متهمي الاقتحام.
بعد هذا الكابوس نعود مجددا إلى كابوس أغلبية 2009 والمتمثل بنوابه ومناصريهم، فكما هو واضح بأنهم لم يستفيدوا من الدرس مطلقا، نراهم اليوم يحاولون إحياء مجلس تعيس ملؤه الفساد وانتهاك الدستور من أجل تكييف الدوائر كما يشتهون ويريدون، يحسبون بذلك أننا نسينا ما فعلوا عندما خرست ألسنتهم عند ضرب الناس جهرا في ديوان الحربش، أو كما همشوا الدستور فحولوا رغبات رئيس الوزراء السابق لأوامر، فهذا استجواب يقام بسرية وآخر يؤجل وثالث يلغى، وهم أنفسهم من تعمد الغياب عن الجلسات لتسقط الحصانة عن زميلهم ضاربين بواجبهم تجاه الأمة وتمثيلها عرض الحائط.
هم أيضاً يتقاضون رواتب مجلس 2009 دون حضور، هم أيضاً تضخمت حسابات كثير منهم دون تبرير وجيه، هم أيضاً تغيبوا عن قسم الحكومة في جلستين متتاليتين ومنعوها من استكمال شكلها القانوني كعضو في مجلس الأمة.
واليوم يعلنون أنهم يرغبون في تعديل الدوائر من خلال مجلس 2009 رغم تحصين المحكمة الدستورية للدوائر الانتخابية بشكلها القائم.
يمارسون نفس الإقصاء الذي ذاقوا مره بمجلس 2012 ولم يتعظوا ولن يتعظوا، وهي الحال نفسها مع أغلبية 2012 وتشويههم للديمقراطية رغم سوء الحال التي مروا بها، ولم يتعظوا ولن يتعظوا، وما يجمع الأغلبيتين هو مهادنتها للحكومة وإن كانت سيئة في سبيل بقائهم كأعضاء أو رؤساء للمجلس، ولنا في إفشال استجوابات ناصر المحمد وإرغام الوسمي على تأجيل استجواب جابر المبارك خير دليل.
وحدهم أصحاب المبدأ، أيا كانوا يرفضون الإقصاء ويقفون مع الحق أينما كان، وسالكوه قلة اليوم للأسف، لكنهم لم يستوحشوه، فابحثوا عنهم تجدوهم يقفون ضد أحداث ديوان الحربش ومع حق الحكومة باللجوء إلى “الدستورية” وضد وأد الاستجوابات، ومع الإبقاء على شكل الدوائر الحالي في الانتخابات المقبلة حتى إن ضرّتهم نتائجها.
خارج نطاق التغطية:
شباب حوارات التغيير، خاب ظني بكم جداً للأسف، فلم تتصدوا علنا لخطاب الكراهية والناعقين به كما وعدتم.