لا تعرفني يا بطل ولا صلة شخصية تربطني بك سوى دفتر مذكرات قديم يحمل توقيعك، لكن ما أعرفه جيداً أنك جزء من ذاكرتي ككويتي، بل جزء من حياتي، فأنت فرحتي بخليجي 10، وأنت بكائي عندما تصديت لركلة جزاء فيصل الدخيل، وأنت حلمي الذي كنت أسعى إليه كلما كنت أقفز على السرير ممسكاً بكرتي متأملا أن أكون أنت.
عندما كنت أريد تقليد الحربان كانت أول جملة أقولها “ويصدها سمير سعيد”، عندما كنا نرتدي زي حارس المرمى، ونحن صغار، كان رقم 22 هو اختيارنا الوحيد، عندما كنا نتكلم عن البطولة والقوة في طفولتنا فإن استمرارك في المباراة رغم إصابتك والغرز التي ملأت فكك السفلي كان نموذجنا، عندما كنا نحتفل بالفوز كنا نريد تقليد فرحتك بكأس الأمير.
أنت لست نجم كرة قدم نحبه ونتعلق به، وحين غيابه عن الملاعب نفتن بنجم آخر، بل أنت ذاكرة وطن ورمز جميل من رموزه تختلف كلياً عمن سبقك ومن تلاك، فأنت تملك ما لا يملكه غيرك من مبدعين. لا أعرف تحديداً ما المختلف فيك، وأسعى إلى استيعابه، ولكني أعجز عن فهم ذلك، فأنت نجم توقف عن اللعب منذ ما يقارب 15 عاماً أو أكثر، ويحظى بتلك الشعبية الجارفة إلى اليوم وبهذا الزخم، وهو تأكيد على أنك مختلف حتى في تأثيرك في الجمهور ممن يهتم بالرياضة أو لا يهتم، ممن يشجع العربي أو من القدساوية مثلي لا يهم فجميعنا نحبك وهذا هو المختلف.
ولأنك مختلف فإن شعوري بالحزن عليك من جراء الحادث الأليم الذي ألمّ بك مختلف، فشعور الحزن هذا لم ألمسه من ذي قبل ولم أشعر به، لقد علمتني يا سمير منذ الطفولة أنك أقوى من الألم لذلك كلي أمل في أنك ستفوق وتتعافى بإذن الله من مصابك، فأنت جزء من حياتي وحياة الآلاف غيري ممن لا تعرفهم وهم يعرفونك جيدا، وأنت نموذج ومثال وقدوة لهم كل على طريقته وحسب مزاجه، ولكنك قطعة من الكويت لا نتنازل عنها جميعا.
أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليك بالصحة والعافية وأن ترجع إلى أهلك وذويك معافى بإذن الله.
ضمن نطاق التغطية:
لم أتمكن سوى أن أكتب ما دار في خاطري وسيطر على تفكيري في الأيام الماضية، وهو بطل الكويت سمير سعيد، “قووم يا بطل” واحمِ ذاكرتنا التي تزخر بصور لك وبإبداعاتك، وكل الشكر لسمو الأمير لتفاعله مع أبناء الكويت ومن قدموا لها الكثير.