هجمة لم تتوقف، منذ استجواب أحمد الفهد، على كتلة العمل الوطني من نواب أو كتل أو تيارات سياسية أو حتى من بعض المصابين بالـ”هوس”.
مفاد الهجمة أن كتلة العمل الوطني بنوابها صالح الملا وأسيل العوضي ومرزوق الغانم وعادل الصرعاوي وعبدالله الرومي عقدوا الصفقات، وسكتوا عن تجاوزات الحكومة بمجرد هروب أحمد الفهد من المواجهة، والكتلة لا تهتم بتردي الحال في الكويت، وتركز فقط على مصالحها.
أنا هنا لا أريد أن أصف من يهاجم الكتلة بأنهم يتبعون الفهد حتى إن ارتبطت بعض مصالحهم به، بقدر ما أنقل واقعاً نعيشه، ومن الطبيعي جداً أيضاً ألا يقف أحمد الفهد حالياً موقف المتفرج في هذه الانتخابات، بل إنه سيسعى للعودة إلى الصورة السياسية، وهو ما لن يتحقق إلا في حال ضمانه أن معارضيه الشرسين ومن ساهموا في هروبه سياسياً لن يعودوا إلى المجلس أو على أقل تقدير أن تقل قوتهم داخله، وهو يستخدم أدواته في ذلك بلا شك.
لكني أتكلم عن بعض أصوات كتلة المقاطعة الإعلامية التي لم يتوقف هجومها على الكتلة منذ رحيل الفهد إلى اليوم، وهم من أشك في نواياهم، ولي الحق في ذلك من خلال ما سأقدمه من دلائل:
لو قارنّا مواقف بعض المنضمين إلى كتلة المقاطعة كروضان الروضان وناجي العبدالهادي ومحمد المطير وغيرهم بمواقف كتلة العمل الوطني لوجدنا أن كتلة “الوطني” وقفت موقفاً أفضل بكثير من تلك الأسماء، فالكتلة حضرت كل جلسات المجلس التي أجهضتها الحكومة لإسقاط حصانة فيصل المسلم، ولم يفعل جمع من كتلة المقاطعة ذلك، وشاركت في استجواب رئيس الوزراء السابق حول أحداث “ديوان الحربش” في حين تشرذم أولئك النواب ممن انضموا إلى المقاطعة لاحقاً، والكتلة تغاضت عن سرقة “الشعبي” لمحور من محاور استجوابها للوزير المعني، وهو أحمد الفهد، ووجهته إلى رئيس الوزراء دون أن يبدر من “الوطني” أي تصرف فيه خصومة مع “الشعبي”، و”الوطني” أيدت استجواب الإيداعات من حيث المبدأ، وما أجمله من مبدأ طبعاً لأن “كتلة المقاطعة” لم تطلع “الوطني” على محاوره، بل إن “الوطني” أعلنت استجوابها لرئيس الحكومة بعد تعطيل الحكومة للتحقيق في إجراءات “المركزي”، كما أن “الوطني” رفضت جميع إحالات الاستجوابات إلى “الدستورية” أو “التشريعية” في حين لم تقم الأسماء السابقة بنفس الفعل بالإضافة إلى محمد هايف.
اليوم يُهاجَم مرشحو كتلة العمل الوطني ويُمجَّد غيرهم من أعضاء المقاطعة، ولا أجد مبرراً لذلك الهجوم إلا احتمالين اثنين لا ثالث لهما: أما الأول، فهو أنهم يخدمون أجندات من لا يريد عودة كتلة العمل الوطني كي يضمن هو العودة وأقصد هنا أحمد الفهد. والثاني، هو أن المعارضة الجديدة تريد أن تحتكر المعارضة لها دون سواها ممن يعارض وفق قناعة ومبدأ.
إن كانوا يخدمون الاحتمال الأول فسينكشفوا قريباً وسيلفظهم شعب الكويت كما لفظ من هرب من الوزراء، أما إن كانوا يريدون قيادة المعارضة، فأعتقد أن الشهور الأخيرة أثبتت أن معارضتهم هي مجرد تخبط وغوغاء جعلت الشعب يتوجه إلى أناس أسوأ منهم كالجاهل والغراب.
لن يصح إلا الصحيح، ولن يسمو إلا المبدأ في النهاية، ومن يتهكم على مبدأ فلا أعتقد أصلاً أنه سيتمكن من إصلاح وضع يساهم هو ومن معه في خرابه.
خارج نطاق التغطية:
صوت وطني يسعدني أن أحضر ندوته الليلة، وهو صالح الملا في مقره بالعديلية، ولا يفوتني أيضا أن أشير إلى ندوة صوت آخر تمسك بمبدئه وسار عكس التيار، وهو حسن جوهر في مقره ببيان.