لن يكفي الكلام أو التعبير بمقال فقط للرد على ما نشرته “الوطن” في الذكرى الـ21 للغزو العراقي، حينما أوردت النصوص التالية “قام علي الخليفة بمهام الإدارة الفعلية للحكومة أثناء الغزو”، “استطاع علي الخليفة أن يوفر معونات شهرية للكويتيين في جميع أنحاء العالم”، “أعطى دفعة معنوية للمقاومين من خلال توفير التمويل اللازم لهم”، “قاد علي الخليفة برنامج الترويج للحق الكويتي في المملكة المتحدة والولايات المتحدة”، “اعتمدت الحكومة على علي الخليفة للتفاوض مع زعماء الدول ورؤسائها لحشد التأييد للحق الكويتي”. هذا ما قالته المؤسسة المملوكة لعلي الخليفة عن مالكها بعد 21 عاماً من كارثة الغزو، لتصحو اليوم هذه المؤسسة على دور صاحبها، بعدما قضى أعواماً طويلة كمتهم في قضية اختلاسات شركة ناقلات النفط، وحفظت قضيته قبل أعوام قليلة لعدم كفاية الأدلة، ليتحول اليوم إلى أحد أبطال التحرير بإرادة جريدة “الوطن” فقط. لن أقول أكثر، فما أعرفه جيداً أن تشويه التاريخ بهذا الشكل هو نتيجة صمتنا وتخاذلنا واكتفائنا بعبارة “لن ننسى في كل أغسطس”، ونحن ننسى ونهدر كرامة شهدائنا يومياً بقبولنا هذا التشويه. لنحول كلامنا إلى فعل ولو لمرة واحدة لفعل قوي صلب تقديراً لمن قدموا أرواحهم ودماءهم للكويت واحتراما لأبنائهم وذويهم. عريضة حفاظاً على تاريخ الكويت تاريخ الكويت جزء لا يتجزأ من حاضرها وواقعها الحالي، بل هو بذرة الحاضر التي شكّلت الكويت ورسمت صورتها التي نعيشها اليوم. وقد مرت الكويت بمحطات تاريخية مفصلية ومؤثرة في مسيرتها الطويلة التي دامت أكثر من قرنين من الزمان، ولعل أبرز تلك المحطات في تاريخ كويتنا الحبيبة هي فاجعة الغزو العراقي الغاشم على أرض الكويت في الثاني من أغسطس سنة 1990، وما قدمته تلك المحنة من دروس وعبر مازلنا نستخلصها ونلجأ إليها كلما زاد الوضع قتامة وشتاتاً. فمن بذلوا الغالي والنفيس في سبيل عودة هذه الأرض وعودة شرعيتها سيظلون شموعاً ينيرون درب الوطن بدمائهم وأرواحهم التي اتحدت في سبيل رفع علم الكويت وإعلاء شأنه وبقاء كيانه. اليوم وبعد 21 عاما من محنة الغزو نفاجأ بمن يحاول نسب نفسه قسراً لسجل أبطال الكويت الشرفاء الذين لم يسعوا إلا لرفعة شأن الكويت وحريتها وسيادتها. بعد 21 عاما يدعي علي خليفة عذبي الصباح، من خلال مؤسسته الإعلامية “الوطن”، بأنه كان من مهندسي عمليات تمويل المقاومة الكويتية! معلومة غير صحيحة ولم ترد بأي من أدبيات أو معلومات أو وثائق حقبة الغزو، بل لم تجرؤ حتى مؤسسة علي خليفة عذبي الصباح الإعلامية “الوطن” على إقحامها طوال الـ20 عاماً الماضية. ولأننا كما أسلفنا بأن تاريخ الكويت هو بذرة حاضرها، وأي تلاعب فيه يعد تلاعباً بحاضر ومستقبل الكويت وتزييفاً لبطولات الكويتيين وتضحياتهم وتضليلاً للأجيال الفتية التي لم تعاصر الغزو، فإننا نعلن نحن الموقعين أدناه رفضنا هذا التشويه التاريخي للكويت وأهلها، وندعو حكومة الكويت ممثلة في رئيسها ووزير الإعلام تحديداً ونواب مجلس الأمة الموقرين إلى أن يتخذوا موقفاً حازماً تجاه هذا التشويه التاريخي المخل، وأن يتحمل الجميع مسؤوليته لكيلا تشوه الصورة التاريخية الرائعة التي رسمها أبطال الكويت الشرفاء بدمائهم وتضحياتهم. • ستسلم هذه العريضة غدا بتاريخ 11-8-2011 إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولجنة العرائض والشكاوى في مجلس الأمة. شارك في توقيع العريضة: http://www.savingkuwait.org