الإدارة الاميركية تحاول استثمار تهديد «داعش»، للحصول على مكاسب سياسية.
تنظيم داعش الذي أصبح شبحاً يهدّد ليس دول وأنظمة الشرق الأوسط، بل أصبح ومن دون مبالغة يشكّ.ل تهديداً عالمياً، لأنه يستعمل عنصر التفجير الذي من الصعب التحكّم فيه أو السيطرة عليه.
وآخر هذه الأعمال الارهابية هو الهجوم على مقر الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو في باريس، الذي قتل 12 شخصاً، وأصيب آخرون، ووصفته السلطات الفرنسية بأنه عملية إرهابية، ومن المؤكد أن تنظيم داعش يقف وراء هذه العملية.
ولكن المتابع للتعاطي الأميركي مع هذه الأحداث سيشاهد تحركاً خجولاً من الإدارة الأميركية ضد هذا التنظيم، وهذا التحرك ليس مرتبطاً بإدارة الرئيس باراك أوباما والذين يطلقون عليه بالصحف الأميركية الرئيس المتردد، بل لأن الإدارة في هذه الفترة تحاول استثمار التهديد الذي يمثله هذا التنظيم، للحصول على مكاسب سياسية في أكثر من ملف يخدم سياستها في الشرق الأوسط.
ويأتي الملف النووي الإيراني على رأس المطالب التي تحاول أن تحقق فيها مكسباً سياسياً، من الممكن أن يُستثمر، إن كان لجهة الكيان الصهيوني المحتل، والذي سوف ينعكس على الداخل الأميركي لجهة الحزب الديموقراطي، والذي إن حصل هذا الاتفاق النووي فسوف يكون دافعاً قوياً للحصول على أصوات الناخب الأميركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن يعتقد أن القصف من قبل الدول المتحالفة ضد «داعش» سوف يقضي عليه في هذا الوقت فهو مخطئ، فمن يود أن يقرأ سير المعركة يجب عليه أن يتابع المفاوضات بين دول مجموعة «1+5» وإيران، والتي تم تمديد المفاوضات النهائية فيها إلى الصيف المقبل، ويحاول المفاوضون التوصل إلى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني، لينهي أزمة دبلوماسية مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.
ومتى ما توصل المجتمعون إلى اتفاق فسوف يبدأ التحرك الفعلي للقضاء على هذا التنظيم، واذا لم يتم الاتفاق فسوف تشاهد خلال اسابيع معدودة سقوط مدن أخرى في يد «داعش».