دائما ما يؤكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبجهود موظفيه أصبح «مرآة عاكسة» للوجه الحضاري والثقافي للكويت.
تلك هي الحقيقة التي لا يمكن ان يجحدها جاحد، فالكويت استحقت لقب عاصمة الثقافة العربية عام 2001 ومازالت تستحقه، ففي الكويت لا يمكن ان يمر أسبوع دون حدث ثقافي مميز، يرعاه المثقفون في القطاعات الأهلية أو في القطاعات التابعة للمجلس الوطني أو بالتعاون بينهما.
مواسم الثقافة في الكويت عديدة ولعل من أبرزها مهرجان القرين الثقافي ذا الشهرة العالمية والمكانة الثقافية المرموقة، وهو ليس الوحيد بين المهرجانات التي ينظمها المجلس الوطني فهناك العديد منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر ـ مهرجان الموسيقى الدولي ـ ومهرجان الكويت المسرحي، ناهيك عن رعاية المجلس الوطني للعديد من ورش العمل الثقافية.
كما ان المجلس الوطني لم يغفل دوره في رعاية الموهوبين من الناشئة والشباب والأطفال فقد خصص لهم أيضا فعاليات عديدة منها المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، ومهرجان أجيال المستقبل، والمهرجان العربي لمسرح الطفل، وبذلك لعب المجلس الوطني وبامتياز دور الحاضنة الثقافية للمبدعين من الشباب من خلال الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية سالفة الذكر، والتي ساهمت بدعم ورعاية الموهوبين بكل مجالات الثقافة والآداب والفنون.
كما اهتم المجلس الوطني بإنشاء قنوات اتصال حضاري مع العالم للاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى، عبر مشروع «أسابيع ثقافية» وبالتعاون مع العديد من سفارات الدول في الكويت، حيث يخصص مهرجان أسبوعي لاحدى تلك الدول تعرض فيه فنونها وتراثها وآدابها المختلفة، ومما لا شك فيه ان لتلك الأسابيع الثقافية مردودا ثقافيا، كما لها أبعاد ديبلوماسية حيث تقوم على تقوية الروابط والعلاقات بين الكويت وتلك الدول.
افتخرت العرب قديما بـ«عكاظ» كحدث ثقافي، رغم انه حدث موسمي يقام مرة في كل عام، وحري بالكويتيين والعرب ان يفتخروا بمواسم الثقافة الدائمة على طول السنة والتي يرعاها أبناء الكويت المخلصون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسهم م.علي اليوحة الذي استطاع بمهنيته العالية ان يبعد الصراعات السياسية والاجتماعية عن أعمال المجلس، وكذلك رجل الفنون محمد العسعوسي الذي يرعى الفن والفنانين بكل حيادية، وبلا شك للدكتور بدر الدويش رجل الثقافة أو كما يحلو للمثقفين تلقيبه بـ«بدر الثقافة الكويتية» دور حيوي في المشهد الثقافي الكويتي، فلا يمكن ان تحضر حدثا ثقافيا كبيرا أو صغيرا إلا وتشاهد الدويش متواجدا أو محاضرا فيه، فهو ذو نشاط متقد وهمة عالية، وليست غريبة عليه فهو من أسرة الدوشان بيت إمارة قبلية ومن أعرق البيوتات السياسية الكويتية.
ختاما: شكرا من القلب لكل مثقفي الكويت الذين عملوا واخلصوا في عملهم، من منتسبي القطاعات الأهلية والحكومية، فربما تراجعنا في الرياضة والسياسة ولكننا حتما مازلنا رواد الثقافة خليجيا وعربيا.