الدولة في اليمن او ما تبقى منها تعاني أبشع صور الاقتتال الداخلي ـ فالشعب اليمني يعيش بين نارين، نار التطرف الشيعي المتمثل بالحوثيين، ونار التطرف السني في الجنوب حيث القاعدة وتنظيمها.
من سوء حظ اليمن ان الدولة تقاتل ابشع المتطرفين السنة والشيعة معا.
فهناك بعض الدول العربية التي تعاني من صراع مع احدى المنظمات الدينية المتطرفة وعادة ما تكون من مذهب اسلامي واحد، أما في اليمن فقد اجتمع كل ارهاب المذاهب فيها.
من المؤكد ان الدولة اليمنية اخطأت في السابق بتضييقها على أتباع المذهب الزيدي وأخطأت اكثر عندما سمحت بتحول تجمعهم الطائفي إلى حزب سياسي بعد الوحدة اليمنية، وربما ارتكبت الدولة الجريمة الكبرى بعد هذا كله ـ عندما استعانت ببعض قادة العرب الأفغان من اليمنيين وأدخلتهم ضمن قواتها العسكرية من اجل ضرب خصومها الحوثيين في الشمال وابناء الحراك في الجنوب.
بكل جدارة اصبح اليمن يتصدر قائمة الدول الفاشلة ـ تلك الدول التي فقدت السيطرة على أقاليمها ولم تعد تحتكر حق استخدام العنف المشروع على أراضيها.
ولو طبقنا مفهوم ومواصفات الدولة الفاشلة على حالة اليمن اليوم ـ لوجدنا أن الحوثيين يمتلكون القوة العسكرية التي مكنتهم من الاستيلاء على أغلب مدن الشمال، بعد ان قتلوا وشردوا أهلها حتى وصلوا إلى العاصمة صنعاء.
اما الجنوب اليمني فانه ليس بأفضل حالاً من الشمال ـ فتنظيم القاعدة سبق ان اعلن دولته قبل اشهر قليلة على اجزاء من مدن الجنوب (شبوة وأبين)، وبالكاد استطاعت الجيش اليمني تحريرها من ايديهم، وما زالت القاعدة تقتحم القواعد والمنشآت العسكرية الحكومية وتقتل وتغنم من الأسلحة والعتاد، ناهيك عن محاصرة مدن الجنوب كمدينة عدن عاصمة الجنوب.
الخلاصة ـ اليمن هو عالم إسلامي مصغر حيث يتقاتل الشيعة والسنة فيه ـ بينما تغرق الدولة الرسمية بالفساد، والاهم ان نتيجة الصراع الدامي فيه سينعكس على كل بلدان الجزيرة العربية، سواء انتصر الحوثيون او القاعديون او الدولة، لذلك يجب ان نهتم كخليجيين بذلك الصراع كاهتمامنا بالثورة السورية واكثر ـ ويجب ان ندخل بكل قوتنا لصالح الدولة اليمنية والشعب اليمني ضد المتطرفين السنة والشيعة معا.