أخبارنا أصبحت جميعها عاجلة مع الحدث كما يقولون وربما تسبقه لكنها سرعان ما تذهب كما جاءت، بعد ان تنزل بنا مصيبة جديدة لتصبح (اخبار نازلة) وليست فقط عاجلة.
كل الغرف في بيتنا العربي تحترق، والغرف الأخرى من الدخان تكاد تختنق، والكل يتساءل: من اشعل الحريق؟ ومن المستفيد؟
هل نحن العرب حكاما ومحكومين لا نقبل بأنصاف الحلول، شعارا «لنا الصدر دون العالمين او القبر»، يا خال يا بو ثنتين، يا طاعة عمياء او ثورة عمياء.
لا يطيق حكام العرب مشاركة شعوبهم الحكم، فأصبحت الشعوب ايضا لا تطيق حكامها، ولم تعد تثق بإصلاحاتهم التدريجية نسبة للدرج، فتحولنا الى مواطنين يقطعون دولهم الى اجزاء او دول تقطع مواطنيها الى اشلاء، فطبقنا وبكل جدارة «سياسة التقطيع».
انجرفنا الى الثورات دولة وراء أخرى، وشعب تلو آخر، فكنا ولا فخر كالقطيع الذي يساق الى المجهول، ونحن نهتف وبجنون: الشعب يريد اسقاط النظام او الراعي.
لم نكتف بتكسير الاصنام السياسية، بل قمنا بتحطيم الدولة وبعثرنا المجتمع، ثوراتنا عنيفة، حتى انها قضت على النظام العربي الاقليمي وحولتنا الى مجرد عربان.
وصفوا جنوننا العربي بـ (الربيع العربي) فقايضنا ورود شبابنا العربي مقابل ازهار الحرية التي لم تنبت، وروينا حقول الديموقراطية المزعومة بدماء شهدائنا الحمراء ولم تخضر بعد، ربما خدعونا بقولهم لنا «ربيعا عربيا» فأصبحنا كالغواني وغرّنا الثناء!