منذ أيام أعلن مسؤول قوات حفظ السلام الدولية في سورية، ان البلاد دخلت رسميا في الحرب الأهلية، بينما لايزال مبعوث الأمم المتحدة (السيد كوفي أنان) يتحدث عن مبادرته، ويتساءل هل فشلت أو انها في طريقها الى ذلك! الجميع يبحث عن حل للمشكلة السورية ولكن من وجهة نظر مختلفة ولتحقيق مصالح معينة.
لا أحد يشكك في أن النظام السوري سيسقط قريبا ـ حتى بشار نفسه لا يتجاهل تلك الحقيقة، ويعلم ان خياراته محدودة جدا، ومصيره لن يكون أفضل من مصير القذافي!
ويبدو ان خيار الأسد لم يعد إخماد الثورة، بل يبدو انه يسعى الى تقسيم سورية لدويلات طائفية، أملا في إيجاد مأوى له داخل الأراضي السورية في دولة ذات طبيعة طائفية علوية تحميه من الآخرين.
ولذلك بدأت قواته بالعبث في جغرافية سورية السكانية، لإعادة توزيعها على أسس طائفية، فكان التهجير للمناطق المختلفة طائفيا، وكانت المجازر والإبادة الجماعية من نصيب القرى الصغيرة غير العلوية التي تقع داخل محيط المدن ذات الكثافة العلوية (الحولة ـ والحفة).
ومن أهداف الأسد ايضا ـ إنهاك الجيش النظامي ـ الذي سيصبح قريبا جيشا معاديا له، خصوصا بعد ان يهرب هو وعصابته الى دولتهم الطائفية التي يجهزون لها في اللاذقية وطرطوس والقرى المحيطة بهما!
روسيا تعي ذلك جدا، ولا تنفك بتزويد طرطوس بالمؤن والعتاد العسكري الذي يخزن هناك، وإعطاء الطاغية بشار الفرصة تلو الأخرى عن طريق المبادرات الديبلوماسية، لإنجاز هذا المخطط الشرير!
حتما لن تكون إسرائيل والدول الكبرى سعيدة، بأن تعود سورية دولة عربية حرة وموحدة، لأنها ستحدث تغيرا في توازن القوى بمنطقة الشرق الأوسط، ولأنها ستكون فاعلا رئيسيا في أي معادلة سلام أو حرب قادمة!
لاتزل الفرصة سانحة للثوار وللدول العربية التي تقف خلفهم لإحداث التغيير المرتقب، فمستقبل المنطقة كله معلق على ما ستؤول اليه الأمور في الشام.