العالم كله يتغير من حولنا، ولا نزال في منطقة الخليج العربي جامدين ولا نستوعب من الماضي القريب الدروس.
لقد بدلت رياح الثورات تضاريس الأنظمة السياسية من حولنا، لدرجة اننا لم نعد نستطيع ان نجزم بمن سيأتي في الحكم هناك وكيف سيحكم؟ كل شيء في منطقتنا يتغير لدرجة اننا لم نعد نعرف محيطنا جيدا!
حتى في إقليمنا الخليجي الملتهب طرأت الكثير من التغيرات العميقة في موازين القوى والتحالفات، وخاصة بعد ان اصبح الغريمان التقليديان (العراق وإيران) حلفاء استراتيجيين بل توأمين سياميين!
ولا نزال نحن «الأشقاء الستة» نتحدث عن فكرة الاتحاد وكأنه من الكماليات السياسية وليس ضرورة استراتيجية ملحة جدا. دائما ما نستذكر «محاسن الوحدة» ولكننا نخشى كثيرا على «مكتسباتنا الوطنية» ونتناسى ان التحديات الاقليمية قد تعصف «بوجودنا بأكمله» وليس فقط بعض المكتسبات السياسية هنا وهناك!
من أجل بقاء دول «الخليجي» على ضفاف الخليج المتلاطم يجب الإسراع في تطبيق الاتحاد الكونفيدرالي، لقد أصبحنا صغارا جدا في ميزان القوى الجديد ولابد لنا أن نتحد لننشئ قوة إقليمية توازي القوى الأخرى بالمنطقة وتردعها!
ان الاتحاد هو الحل الأسلم من زاوية الأمن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي، والأمن القومي هو الأساس في أي تنمية وإصلاح سياسي واقتصادي وبدونه لا سيادة ولا ديموقراطية ولا اقتصاد.
حتما ان آليات الاتحاد الكونفيدرالي ستكون قادرة على معالجة الأوضاع السياسية الخارجية والامن والاقتصاد الكلي لدول الاتحاد، ولكنها وبالضرورة لن تتطرق الى مشكلات السياسة المحلية العالقة بين الحكومات وشعوبها، لأن حلولها ستبقى دائما من الشأن المحلي والوطني، ويجب ان تعالجها وفقا لآليات الاصلاح السياسي المعتمدة في الدولة نفسها، وبحسب خيارات شعبها وطموحه بعيدا عن الآخرين.