في كل برلمانات العالم تجد كتلة برلمانية تدعم الحكومة وكتلة او أكثر تعارضها، وعادة تكون الموالاة والمعارضة على أساس البرامج الحكومية والسياسات العامة التي تنتهجها الحكومة، وكذلك كانت المعارضة الكويتية على مر التاريخ البرلماني معارضة للحكومة فقط وليست معارضة للنظام السياسي ككل، واكبر دليل على ذلك أن المعارضة السياسية الكويتية دائما ما تمد يدها لأي رئيس وزراء جديد وتتفاءل به وتدعمه من أجل الإصلاح، بل وتحذره من الوقوع في الخطأ، وحتى إذا أخطأت حكومته فإن المعارضة دائما ما تعطيها الفرصة للإصلاح.
كلنا نتذكر تصريحات النواب لسمو رئيس الوزراء السابق، وكيف دعموا حكومته الأولى ووصفوه بالإصلاحي، حتى عندما رأى أعضاء المعارضة بعض الأخطاء قاموا بمناصحته ولم يتخلوا عن الرئيس واستمروا بوصفه بأنه صاحب النفس الاصلاحي، حتى أيقنت المعارضة السياسية أنه أعطي اكثر من فرصة للإصلاح ومحاربة الفساد ولم يصل إلى المستوى الذي يريدونه، وعندها تحولت المعارضة من موقع المناصحة إلى موقع المساءلة.
وها هي المعارضة السابقة تفوز بأغلبية مقاعد مجلس الأمة الجديد، وتمد يديها للرئيس الجديد، وكادت أن تدخل بكل ثقلها في حكومته لولا أن الامور صارت باتجاه مختلف وخارج إرادتهما.
ومن المرجح ان تستمر علاقة المعارضة السابقة والتي هي الآن الاغلبية البرلمانية منفتحة على الحكومة الجديدة، وستركز على إنجاز مشاريع الاصلاح السياسي والاقتصادي، خاصة وهي تملك الأغلبية المريحة لإقرار تلك المشاريع والتي سيكون قبولها من الحكومة أو رفضها هو الفيصل في اتجاه العلاقة بينهما.