على ذمة العلماء… يتكيف جسم الإنسان بحسب البيئة المحيطة به، ولهذا تختلف مجسات عين الإنسان الذي يعيش في سيبيريا، عن مجسات عين مثيله الذي يعيش في منطقة الاستواء، وكذا تختلف الشعيرات الخاصة بالعرق، وتنشط بعض الغدد في البشر الذين يعيشون في إسكندنافيا، وتخمد أو تضعف مثيلاتها في البشر الذين يعيشون في جزيرة العرب.
أيضاً تختلف بعض مكونات جسم الإنسان الذي يعمل في الليل بشكل يومي وينام في النهار، كالعاملين في المراقص، عن مكونات جسم الإنسان الذي يعمل في الفترة الصباحية، وكذا الحال بالنسبة لمن يعمل في الضجيج، كعمال المناجم والنجارين والحدادين، عمن يعمل في هدوء تام، كأمناء المكتبات وموظفي البنوك.
وإذا كان الحال كذلك، أجزم أن غدد ومكونات جسم الإنسان الذي يعيش في دولة فاسدة، تختلف عن غدد الإنسان الذي يعيش في دولة متقدمة وصالحة، وأرجوك لا تحاول إقناعي أن غدد المواطن النيجيري تطابق غدد المواطن الهولندي، ولا تتعب نفسك في محاولة إفهامي أن غدد الكويتي هي ذاتها غدد النيوزيلندي (بالمناسبة، الكويت حصلت على لقب الدولة الأكثر فساداً من بين دول الخليج، بحسب مؤشر مدركات الفساد).
ولو شرّحنا جسم الكويتي لوجدنا ضموراً وخمولاً لبعض الغدد وبعض مراكز الحساسية، في مقابل نشاط وحيوية لغدد أخرى… جربوا تشريح جثة مواطن كويتي، وإذا لم تجدوا غدة للبلاهة فحاسبوني، وإذا لم تعثروا على "شعيرات الدلاخة" فحاكموني.
خذوها مني، ستجدون غدة البلاهة تنشط كلما سمع عن تبرعات الكويت لدول الكوكب، في حين تعاني دولته هو النقصَ في الأساسيات، وستعمل غدة الدلاخة بأقصى مجهودها في فترات الازدحام المروري شبه الدائمة، وستتحرك غدة الاستسلام وقبول الواقع كلما سمع عن مشروع صُرفت أمواله ولم يتم تشييده، ووو، في حين تموت كل الغدد والأجزاء الخاصة بالتنافس والطموح المشروع.
شرحوا جثة مواطن كويتي قبل أن تشككوا في كلامي، وليتها تكون جثة وزير.