الله الله الله على مشاكلنا وهمومنا بعد أن نحصل على حكومة منتخبة بأغلبية الأحزاب الفائزة في الانتخابات. الله على مانشيتات صحفنا بعد أن تستقر أمورنا في ظل الحكومة المنتخبة؛ "مطالبات من سكان الصباحية بمد مترو الأنفاق، أو مترو الجسور، إلى قطعة ٣"، "جمعية المخترعين الشبان تستدعي نواب البرلمان لإطلاعهم على تعديلات قوانين الملكية الفكرية وبراءات الاختراع"، "اللائحة التنفيذية لقبول اللاجئين السياسيين تصدر غداً… وخلاف نيابي حول مخصصاتهم المالية"، "حكومة الظل: التعديل الأخير لمناهج التعليم غير كافٍ"، "الأربعاء المقبل… بدء مسابقة أفضل الرسومات على الطرق ذات الطوابق الثلاثة بمشاركة فنانين عالميين"، "وزير الداخلية يستقيل بعد صدور بيان جمعية حقوق الإنسان"، "تعيين قريبة وزير الصحة في منصب المستشار يدفع الحزب الحاكم إلى الاعتذار في مؤتمر صحافي… والاستقالة".
مشكلة كبرى ستقابلنا بعد الوصول إلى مرحلة الحكومة المنتخبة… ثقل الدم! فالمصائب هي أم خفة الدم، والخشية من المستقبل خالتها، أما ثقل الدم فهو ابن الرفاهية والاستقرار ووريثهما الشرعي. وكلما استقرت الدول تضررت النكتة، والعكس صحيح، ففي الدول الاسكندنافية تندر النكتة، ومن يجد شخصاً ساخراً يحتضنه ويبكي على صدره، فالساخر الاسكندنافي مثل "الباندا" على وشك الانقراض. في حين تمتلئ بعض دول أميركا اللاتينية بالساخرين، وتتكدس كراتين السخرية في مخازن مصر وبقية الشعوب العربية المتزعزعة سياسياً والمتضعضعة اقتصادياً.
المشكلة الأخرى التي ستقابلنا بعد استقرار الأوضاع السياسية، وبعد أن تمسك الحكومات المنتخبة بقراراتنا ومصائرنا، هي انصراف الناس بشكل كبير عن السياسة، إلى درجة أن الوزراء لا يجدون قناة تلفزيونية تستضيفهم لشرح خطط الحكومة وبرامجها، ويتسول نواب المعارضة للحصول على دقائق قليلة في البرامج التلفزيونية لشرح الخلل في خطة الحكومة وطرح خططهم البديلة.
لذا يجب أن نستعد منذ الآن لحل مشكلة ثقل الدم، ولا ننتظر إلى حين وقوع المصيبة… ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.