وهكذا، سيختار الناخب نائباً واحداً يمثله، وستوزع الحكومة البيض على المواطنين. والقاعدة العسكرية تقول: "الجيوش تمشي على بطونها"، للدلالة على أهمية الغذاء في الحرب، والسلطة عندنا التبس عليها الوضع فظنت أن "الشعوب" هي التي تمشي على بطونها.
وكانت السلطة منذ فترة قد تحولت إلى "شيف" يلاعب سكين المطبخ بيده وخلف ظهره، و"يقصقص" الثوم في لمح البصر. وكانت قد منحتنا "مكرونة" في غضبتنا السابقة، واليوم ستمنحنا البيض، وكلما فسدت السلطة غضب الشعب، وكلما غضب الشعب هرولت السلطة إلى "سوق الخضرة"، واختارت من الخضراوات ما يفيد الجسم، وأحياناً تلجأ إلى البقوليات، وأخيراً لجأت إلى البيض، وسنستمر في غضباتنا وستستمر الحكومة في ملء السفرة وتجهيزها، وسينتهي بنا الحال نأكل العدس في السجون، والسفرة في بيت كل منا ملأى بما لذ وطاب.
على أي حال، مازال المشوار طويلاً أمام المعارضة والسلطة، ومازلنا في البدايات، بدايات الغضب، وبدايات ترتيب السفرة، لم ندخل بعد في صنف الفواكه، ولم نصل بعد إلى صنف الحلويات، وما أدراك ما الحلويات، شرقيها وغربيها، خذ مشوارك من "أم علي" و"البسبوسة" شرقاً إلى "براوني شوكليت" و"المافنيز" غرباً… ياه… السكة طويلة، وخيارات السلطة لا تنتهي.
وإذا كان الأوروبيون يتهكمون على الدول الشمولية بتسميتها بـ"جمهوريات الموز" -الهندوراس هي صاحبة السبق في التسمية، ومنها انطلقت لتشمل كل الدول الشمولية- فإننا في الكويت نفخر بأننا "دولة السفرة"، وما الموز إلا صنف واحد من بين أصناف الفواكه المتناثرة على سفرة لا يبدو أنها ستنتهي قبل نضوب النفط… لذا فالمستقبل عندنا مرتبط بفصول السنة، وبكميات الأمطار، والمساحات الخضراء، وكلما ارتفعت نسبة التصحر في الدول الزراعية ضاقت الحلول أمام السلطة عندنا، وقلت وسائل "تسمين الشعب".
جزئية واحدة فقط غابت عن السلطة، وهي أن صوت الغضب هو "الزئير" لا "الثغاء"، وأن الشعوب الحرة لا تقول "امبااااع".