قضيت الليل أشاهد مقاطع فيديو لبعض جلسات البرلمان المصري، وهالني ما رأيت…
دع عنك صراخ رئيس البرلمان، رجل “الإخوان” المعتق د. سعد الكتاتني وتكراره جملة “أنا رئيس المجلس وأعرف كيف أدير الجلسة”، رغم أن الوضع لا يدل على ذلك البتة بتاتاً، فلا هو سيطر على الجلسات ولا هو توقف عن ترديد جملة “أنا الرئيس”.
أقول: دع عنك هذا، وتعال معي نشاهد كيف تتعامل الأغلبية المتدينة هناك مع الأقلية، لتتأكد أنك أمام منظر مرعب، سواء في التعامل مع الأقلية أو حتى مع الوزراء (شاهد طريقة تعاملهم مع وزير التموين الدكتور جودت واحسب كمية صراخهم).
شاهد هذا ثم تعال معي نقارن الوضع هناك بالوضع هنا، فكما أن هناك أغلبية جاء بها الربيع إلى البرلمان، قبل أن تسقطه المحكمة الدستورية، هنا أيضاً جاء الربيع بأغلبية سيطرت على البرلمان، قبل أن تسقطه المحكمة الدستورية، لكن الفرق هو في التعامل مع الأقلية، سواء من جهة الأغلبية أو من جهة الرئيس.
وكلنا نتذكر صراخ النائب الباصق محمد جويهل على الرئيس السعدون، وسخريته من عيونه وطريقة كلامه، ومع ذا كان الرئيس السعدون صامتاً يتلقى السباب دون أن يمنعه ذلك من الانتصار للنائب الباصق ضد وزير الداخلية، في مشهد لا أظنه يتكرر في أيّ من برلمانات العالم.
صدقاً لا حمية، أرى أن أغلبية برلماننا (السابقة واللاحقة إن شاء الله) ورئيسه أكثر ديمقراطية في التعامل مع الأقلية رغم سوئها، ويظهر ذلك بجلاء إذا ما وضعنا صورتي الأغلبيتين، المصرية والكويتية، والرئيسين، جنباً إلى جنب وحرصنا على إظهار الفوارق بينهما.
القمع هناك، أقصد قمع الرأي والصوت، قمعٌ واثق الخطى، بالشمع الأحمر، أما هنا فلا قمع ولا شمع، واليوتيوب بيننا وبينكم.