إضافة إلى الجمل والمصطلحات التي ذكرتها في مقالات عدة في السابق، هناك جمل ومصطلحات أخرى لها وجهان، كقطعة النقود تماماً… يتحدث سياسي في جموع الناس: “أنا أخدم وطني من أي مكان، وفي أي مكان”، وهو تصريح “عَرض خدمات”، أو “إعلان للبيع”، يقوله النائب كي تسمعه الحكومة فتعرض عليه منصباً وزارياً، لكنه سيرفض المنصب إذا عُرضت عليه وزارة “أقل من مستواه” كما يراها، وسيلعق تصريحه السابق لعقاً مبيناً. ويأتيك من يأتيك من ساستنا الأكارم فيعتقد أن الشعب ما زال في حضن أمه، ترضعه وتغسله و”تمهّده”، أي تضعه في المهاد! ويخاطب الشعب بلغة “بكرة تكبر وتفهم”، فيعلن: “أنا مستقل، لا أتبع تياراً ولا تكتلاً سياسياً بل أتبع الكويت وأهل الكويت”، وكأن التيارات السياسية تتبع موزمبيق الشقيقة، أما الكتل البرلمانية فهي عميلة لبوركينا فاسو، تراسلها بالحبر السري. وأتذكر، وأنتم معي تتذكرون، بوش الولد عندما أعلن ترشحه لرئاسة أميركا: “أنا لا أتبع الحزب الجمهوري ولا الديمقراطي ولا الخضر، أنا أتبع أميركا وأهل أميركا”، فأطلقت نساء أميركا الزغاريد ورمى رجالها قبعاتهم إعجاباً بموقف بوش وولائه النقي. وكذلك فعل باراك أوباما، وقبل هذا وذاك كلينتون وكارتر وريغان وغيرهم من الرؤساء الأميركيين الذين أعلنوا أنهم لا ينتمون إلى حزب بل إلى أميركا وأهل أميركا. وأتذكر، وأنتم معي تتذكرون، مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، زعيمة حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” التي تخلت عن حزبها، وأعلنت توبة نصوحاً، وتقدمت إلى الانتخابات الرئاسية “طرق عباتها”، أي بمفردها، ورغم ذا فازت في الانتخابات بفضل الله أولاً ثم بفضل دعاء الوالدين وهمة أبناء خالتها الكرام وبنات جيرانها، وها هي تعيد التوازن إلى ألمانيا، كما يرى المراقبون، بجهدها الذاتي. كل القادة المخلصين لأوطانهم ولشعوبهم لا ينتمون إلى أحزاب، لأن الأحزاب والتيارات السياسية خيانة، والتحالفات والائتلافات غدر وطعنة في قلب الوطن. كلهم قادوا بلدانهم بلا أحزاب ولا تيارات، باستثناء الخائن الأكبر “ِشتولتنبرغ” رئيس الوزراء النرويجي، الذي خان أمته النرويجية وتنافس على منصب رئيس الوزراء عبر “حزب العمال” وفاز، عليه من الله ما يستحق من اللعنات بقدر خيانته. ورغم أنه وضع النرويج على منصة تتويج الدول كأفضل دولة في الأرض، إلا أن ذلك لا يغفر له، وسيلقى بإذن الله المصير الذي يليق به كخائن ينتمي إلى حزب والعياذ بالله. وفي الكويت، ولله الحمد، لدينا نواب يرفضون الانتماء إلى التيارات السياسية والكتل البرلمانية، ويعلن أحدهم أنه ينتمي إلى “تيار” الكويت وأهل الكويت، ويبدو أن باستطاعته أن يحمل البلد، بمفرده، على زنده الأيسر بعد أن يكثف التمارين السويدية وتمارين المعدة. سعادة النائب رياض العدساني… كثّف تمارينك يرحمنا ويرحمك الله.