اذا سلمنا بان سجين الرأي هو من عبر عن رأيه بطريقة سلمية دون إيذاء احد او حتى تحريض على ايذاء احد، فان حمد النقي سجين رأي. ليست العبرة بموقفنا من الشخص او تقييمنا لـ «رأيه». وليس من المفروض ان يحدد انطباعنا الخاص او قيمنا الذاتية وضعه. ولا حتى الوسائل التي استخدمها للتعبير عن هذا الرأي، طالما ان هذه الوسائل لم تشكل «فعلا» ملموسا على احد.
حمد النقي، وفقا لحكم المحكمة، ادين لاساءته للصحابة وزوجة الرسول. وادين – كما جاء في حيثيات الحكم – لان اذاعته «لمعتقداته بهذا الشكل ترتب عليها النيل من معتقدات الآخرين». اي حتى انه لم يدن لانه اذاع كلمات نابية او استخدم ما اشمأزت نفوس متابعي «تويتر» منه.
حمد النقي لم يسجن لانه تلفظ بالفاظ نابية، بل سجن وفقا لحكم محكمة الاستئناف لاذاعته معتقده ولاساءته لرموز دينية وللدول الشقيقة. وهذا ما يجعل منه سجين رأي بغض النظر عن موقفنا من الوسيلة التي استخدمها للتعبير عن رأيه او «اذاعة معتقده» حسب حيثيات الحكم.
حمد النقي سجن لانه «شيعي». وانا لا اقصد هنا انه سجن مباشرة بسبب ذلك. لكن كونه شيعيا – وعلى ما يبدو من غلاة الشيعة – فان اذاعته لمعتقده – حسب رأي المحكمة – تسيء الى الاخرين.. هذا يعني مع الاسف انه سجن لان رأيه او معتقده يخالف رأي ومعتقد الحاكم او كما العادة عندنا يخالف رأي الاغلبية. يعني وبالعربي، لو انه عبر عن معتقده بادب جم واحترام شديد، وكلمات ومعان مقبولة.. فان هذا التعبير او بالاحرى المعتقد وبحسب حكم المحكمة سيبقى في النهاية مسيئا للاغلبية ومساسا بما يعتقدون ويقدسون!
حمد النقي محكوم عليه ابتدائيا بالسجن عشر سنوات. لكن محكمة الاستئناف برأته من التهمة الاولى وهي الاساءة المباشرة للرسول.. ومع هذا فانها ابقت على عقوبة العشر السنوات، اي ان اغلبها، اي العشر سنوات، يذهب لاساءة العلاقات مع الدول الشقيقة وهي التهمة الرئيسية. حمد النقي غرد في تويتر على الانترنت، في مجال عالمي. حمد النقي مسجون لانه انتقد انظمة عربية «شقيقة» او لانه عبر عن معتقده كما في حيثيات الحكم.. وهذا يجعل منه سجين رأي بامتياز.