محمد الوشيحي

يا عيونها

ما زلت أردد «الجَمال والإبداع والعذوبة والموهبة تنتشر أكثر في الدول ذات المناخ الساحر والطبيعة الخلابة». والكويت لا سحر فيها ولا «خلابة» ولا جبال ولا أنهار ولا شلالات، لذلك ينتشر فيها نبيل الفضل.
ستقول «إذاً كيف تفسر عذوبة أصوات الفنانين نوال وسناء الخراز والرويشد وعبدالكريم عبدالقادر ووو؟» فأجيبك بسؤال وإجابة: كم نسبة ذوي الأصوات العذبة في الكويت؟ الجواب، لا تكاد تذكر بالعين المجردة. احمل حالك، كما يقول المصريون، واذهب إلى لبنان سقاه الغيث، حيث الطبيعة المثيرة والطقس المحرّض على الفسق والفجور، وحيث نهر الكلب ونهر البردوني ونبع الصفا ونبع العسل، وستجد أن ما يقرب من ثلث الشعب يمتلك حنجرة عميقة وحبالاً صوتية عذبة.
ولولا القمع السياسي الديني الذي يفرضه المحافظون على إيران لما سيطرتَ على رأسك المتمايل طرباً من الغناء الإيراني، ولما أغمضت عينيك لفرط جمال الفاتنات الإيرانيات، ولما ارتد إليك فكك الأسفل لهول إبداع الإيرانيين في النحت والتصوير والرسم على المباني والمرافق العامة بدلاً من هذه الرسومات الغبية المنتشرة حالياً في طهران، التي تشبه «سفرة الطعام البلاستيكية».
ستقول: رغم طقسنا وتضاريس بلدنا، إلا أن لدينا في الكويت من الجمال المنتشر بين الصبايا والشبان ما يسد الحاجة، وسأرد عليك: مستوى الجمال عندنا لا يقي من البرد، بالكاد يستر العورة. صحيح أن بدرية جميلة، وتهاني فاتنة، ونادية قاتلة (بالمناسبة، ما السر في أن الصبايا الكويتيات الجميلات أسماؤهن قديمة أو بشعة وأصواتهن مبحوحة مرعبة، والعكس صحيح، وأتذكر زميلاً عسكرياً ملامحه «زائيرية» لكن اسمه «جميل»، سامح الله أباه ما أكبر كذبته)… اذهب إلى تركيا، ذات المناخ والطبيعة والتنوع الجغرافي وتمعّن هناك الإبداع الرباني في خلق البشر، وستجد بين كل عشر صبايا إحدى عشرة فاتنة، فنسبة الجمال في تركيا مئة وعشرة في المئة. واخطف رجلك إلى سورية وسترى من مشيقات القوام، طويلات الأعناق، عذبات اللمى، ما يبكيك بكاء الناقة الخلوج. وقاتل الله تلك الصبية السورية الموظفة في أحد فنادق دبي، والتي لم يُخلَق مثلها في العباد، رأيتها فصعدت غصة في حلقي فأنزلتها بسرعة، ووضعتُ كفي على بلعومي كي أخبئ تفاحة آدم التي فلتت حبالها فراحت تتراقص بلا وعي… يوووه أشهد أن جمالها ذو قبضة حديدية، وأن شموخها يوقف بث قناة الجزيرة ويسحب هويات مراسليها، وأن نعومتها تنشر الفساد وتقمع العاشقين وتتهمهم بالولاء للخارج، والله على ما أقول شهيد، ولو كان الصرعاوي معنا ورآها لقبّل رأس أحمد الفهد وبكى على كتفه… توقفنا أمامها ومازحتها: «إذا كانت حوريات الجنة أجمل منك فسأسجد لله إلى أن أموت»، فرفعت سقف المزاح: «أنا واحدة منهن جئت لأطمئن على أهل الأرض»، فبادلتها المزاح: «إذاً أنتِ أجندة خارجية؟»، فقهقهَت: «هاهاها… هيك عم يقولوا»، فقهقهْتُ: «هاهاها… الله لا يوفقج». وغادرنا موقع الانفجار، صديقي وأنا، ننقل إصاباتنا ونتبادل الآهات والتمتمة: «يا عيونها… يا عيونها».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *