محمد الوشيحي

العشوائيون والعشوائيات

عن نفسي، أتمنى أن ترحل الحكومة السابقة كلها من المحيط إلى الخليج، فننظف الشقة من بعدها، ونرمي أعقاب السجائر التي عليها آثار شفاهها، لتأتي بدلاً منها حكومة تمسح السبورة وتكتب «عهداً جديداً»، حكومة تقضي على حرف «السين» وترمي به في المحرقة، حكومة تلغي «سنفعل وسنقدم وسننشئ وسنخصص وسنحافظ…». سحقاً لهذا الحرف كم بهدل العرب.
والتوزير في الكويت مثل مباريات كرة السلة، اللاعبون لا يتغيرون، واللوائح تمنع المدرب من الاستعانة بغيرهم، فقط يخرج الواحد منهم ليستريح قليلاً ثم يعود مرة أخرى، بحسب الخطة والنتيجة. وأتوقع أن يعود في هذا الشوط السادة أحمد باقر وعبدالله الطويل وفيصل الحجي، مع تطعيم الفريق بواحد أو اثنين من الوجوه الشابة التي تتمتع بـ»الولاء» ولا تعرف «الكفاءة»، فالكفاءة حرام، واللهم أغننا بحلالك عن حرامك. وستعود الحكومة القديمة بعد تعديل خفيف في تسريحتها، وسنعود إلى نقدها ورجمها بما تيسر من الحصى والقناني الفارغة، وستعود وسائل إعلامها إلى اتهامنا بأننا السبب في توقف الحياة، تماماً كما يفعل الإعلام السوري الرسمي في تعليقه على الضحايا المدنيين الذين تساقطوا في المظاهرات: «هذه مجموعة من الإرهابيين تطلق النار على قوات الأمن».
أبداً، لا تتوقعوا تغير الأحوال، ولا تحلموا بحكومة تضم، مثلاً، وليد الجري ود. حسن جوهر ود. أسيل العوضي وخالد الفضالة وسعود العصفور وأمثالهم من العمالقة الفحال، ولا تتخيلوا تشكيل لجنة استشارية «فاعلة» تستند إليها الحكومة في ما يخص توافق القوانين مع الدستور، يرأسها أحمد الديين وتضم في عضويتها محمد الفيلي وعبدالله الأحمد ود. ثقل العجمي ود. عبيد الوسمي وأمثالهم، لا تتوهموا ولا تتخيلوا ولا تتأملوا، لا بسبب رفض الحكومة فقط، بل بسبب رفض هذه الأسماء الانضمام إلى حكومة «عشوائيات».
وآه ما أكثر «العشوائيين» الباحثين عن كرسي وزارة مستعمل بسعر الجديد، ها هم يتجمعون حول «قارئة الفنجان» ليستشرفوا مستقبلهم، وهل سيتم توزيرهم أم لا، وآه ما أكثر النقود التي تُنثر هذه الأيام في شارع الصحافة للترويج لفلان أو فلانة قبل التشكيل الوزاري، وأظن أن الصحافي أو الكاتب «اللي ما يغتني بهالوقت عمره ما راح يغتني». ولولا أنني «وجه فقر» لكتبت عن أحد الأسماء التي هاتفتني بعد انقطاع طويل لتجاملني فأرد على المجاملة بمقالة، لكن وكما يقول المثل «وجه الفقر ما يعرف الغناة»، أي لا يعرف الغنى، وإن كنت أتأمل خيراً من الأستاذ أحمد الديين لولا يقيني بأن العنكبوت بنى طابقاً ثالثاً في حسابه البنكي.
وما أحلى المنافسة وما أروع الغيرة الإيجابية، سواء بين الدول أو في ما بين الأشخاص، وخذ عندك الراقصة «فيفي عبده» التي لا تريد أن تصدق أنها «شمطت» ترقص بالساعات في تنافس مع غريمتها «دينا» ثم تدخل المستشفى في حالة حرجة. لاحظ العطاء وروح المنافسة على شرف الواحدة ونص! والكويتيون بطبيعتهم يعشقون المنافسة، ومن حظ قطر أننا نرزح تحت قيود حكومات «عشوائية»، وإلا كنا زاحمناها على «البست» وعلمناها كيف يكون الرقص في الفضاء على أصوله. يالله معلش.
***
أكثر من أشفق عليه المسؤول «الزعول» الذي لا يتحمل النقد ولا حتى المزاح، والذي يريد أن يتحول الآخرون إلى مربيات فلبينيات يطبطبن على كتفه ويمسحن على رأسه وهو يتلمظ «مصاصته».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *