الاقتتال الذي حدث، في جلسة الثلاثاء الماضي، على “لجنة الظواهر السلبية”، انتقل من ساحة المعركة، قبة البرلمان، إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وما بين مؤيد ومخالف، انطلقت السهام من الجانبين، فأسقطت من القتلى والجرحى ما لا يُحصر.
وأنا مع المخالفين للجنة إن كانت ستهتم بقشور البصل، وتركز على المظهر وتترك الجوهر، وتناقش ملابس نانسي عجرم في تلك الحفلة، وصورة “بيرة” على تيشيرت شوهدت في أحد الأسواق، وبنطلون ذلك الشاب، وزينة تلك السيارة، وما شابه.
لكنني مع اللجنة إن كانت ستناقش الظواهر السلبية الحقيقية، التي ابتلينا بها في الفترة الأخيرة، مثل ارتفاع عدد قضايا الرأي، ومطاردة المغردين على كل كلمة مخالفة للسلطة، وانتشار الرشوة في أوساط الأجهزة الحكومية، بل والبرلمان، وتهديد الناس في هويتهم الوطنية، الجنسية، والتبجح بأن الأمر يعود إلى مزاج الشيوخ في سحب الجنسية وتركها، وتحول النواب إلى مندوبي خدمات بشكل أثر على مواقفهم البرلمانية… وغير ذلك من الظواهر السلبية، أو الكوارث، التي ابتلي بها المجتمع، أثناء غياب المعارضة، وقبل غيابها إيضاً.
أنا مع تشكيل اللجنة إن كانت ستحاسب العنصريين الذين يشككون في مواطنة غيرهم، والذين يتكفلون بتبرير جرائم الحكومة في هز شعور الناس بالمواطنة، ومع تشكيلها إن كانت ستحاسب الطائفيين التابعين لهذه السفارة أو تلك، على حساب وطنهم.
أنا مع تشكيل اللجنة إن هي احترمت حريات الناس، وابتعدت عن سفاسف الأمور وسفايفها.