يقول الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشــــــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
تلك هي عقيدة المؤمن التسليم بالقضاء والإقبال على الحياة، فالتفاؤل هو أن تُقبل على الحياة وتملك عينا إيجابية؛ بحيث إنك ترى المزايا قبل العيوب، وتُبدي القبول والرضا قبل التذمُّر والسخط، بل تغيّر الحزن فرحا، والألم راحة، والفشل تجربة، ومحاولة تفتح آفاق النجاح، ليس من التفاؤل حتما أن تتحوّل مستسلما ومنتظرا ولا اتكاليا بالرزق، وتصبح كسولا أو تتوق إلى النجاح وأنت مقصّر، أو تتمنى السعادة، ومسلكك ينال من الآخرين.
التفاؤل له سحر غير عادي يبث حالة استبشار وإقدام لدى صاحبه، لذا فإن من يملكه يسعى الى إحداث التغيير وبث الفرح والبهجة حوله، وفي محيط الشخص المتفائل وتوجد لديه قوة جذب للآخرين؛ لأنه مصدر لحالة الهدوء والبهجة والإقبال على الحياة، لا يستسلم أمام الصعاب والعوائق، يكرر المحاولة؛ فطموحه يفوق الإحباط ويتفوّق عليه، وسريعا ما يعيد ترتيب أوراقه وحساباته وتفكيره ليجد مسار حياته في حالة تقدّم مستمر، لا يلتفت الى الوراء ولا يعرف التوقف، وهو الذي يوجد لنفسه فرصاً من ظروف يهرب أمامها الآخرون، وهذه الطبيعة الحيوية والروح المتحرّكة داخل المتفائل هي التي تحبب الآخرين فيه، بل والبقاء في رفقته والعيش في معيته.
إن التفاؤل يُكسب الشخص بيئة مريحة تتكون من حوله، يصعب تعكيرها أو تلويث أجوائها الصافية، فالحياة بالنسبة إليه جنة غنّاء للحياة الدنيا تتدلى فيها أنواع عدة من الورد والأزهار التي تبعث على الارتياح وتهدر في حديقته تلك شلالات المياه التي تتراقص في انسيابها، وتشكل ألحانا موسيقية فريدة في تساقطها وتناثر قطراتها، وتغرّد فيها طيور الحب وطيور الزينة والطيور الرشيقة في حركتها، وجميعها تصدر أصواتا متزامنة أو أحادية، لكنها تشكل معزوفة تؤدي إلى راحة الأعصاب والاسترخاء، ولذا فهذا المتفائل يهنأ بهذه البيئة التي يتسابق الناس إليه كي يحظوا ببعض ما عنده ويسعدوا بثرائها المريح نفسيا وفكريا وجسديا، ولا يخفى أن التفاؤل يجعل صاحبه يشعر بأن دنياه تتسع على ضيقها، وقدرته تزيد رغم محدوديتها، والحب يكون له معانيه وفنونه رغم غيابه عن الآخرين ودورة حياته اليومية متجددة متغيرة ومبهجة رغم رتابتها وتكرارها؛ فهو من يغيّر الرتابة لتجدُّد مثير لبهجة الحياة؛ ذلك هو التفاؤل، وتلك هي أحوال المتفائل.
أما التشاؤم فهو يمثل حالة انزواء وهروب من الحياة، وفشل في التغلب على تقلبات الأمور، فيعتمر صاحبه نظارة سوداء تفقده القدرة على رؤية النور وأبصار الطرقات والمسارات المريحة التي تيّسر مسيرته في الحياة وتؤمّن وصوله بسلاسة واقتدار؛ ولذا فإنه يصعب السهل وينظر للإشكالات البسيطة على أنها عقد يصعب تفكيكها، ويبالغ في التعامل مع ظروفه بل ربما يستسلم لها، يعيش وهم همها غير الموجود إلا في نفسه، ولذا يفسر نظر الآخرين أو كلامهم أو تحرّكهم أو حتى همسهم أو ضحكهم انه موجه إليه، بل ربما يعتبره ترتيبا أو تآمرا ضده، يبرر خوفه أو عجزه أو تردده أو ضعفه أو عدم حسمه لرأيه ورغبته في أن الظروف أقوى منه، ونسي ـــ أو تناسى ـــ أننا نستطيع إحداث التغيير وتسخير الظروف ومقاومتها وتحويل الصعاب لدرجات سلم نعتليه، وصولا إلى القمة وتحقيق النجاح، وهو الذي يتميز به المتفائل، ويعجز عن رؤيته المتشائم..
ولنعلم أن زوايا الدنيا المختلفة وتعاقب الليل والنهار ووجود النور بعد الظلمة وتبديد الفجر لسواد الليل وبلوغ البحر لمده على الشاطئ بعد طول الجزر وبزوغ الهلال واكتماله بدراً بعد اضمحلاله وغيابه، جميعها امارات ودلائل تقنع الإنسان الذي يعمل فكره أن التفاؤل هو سمة الحياة والحالة الطبيعية في ناموسها ما يعني أنه ليس أمامه إلا التفاؤل الذي هو مصدر البهجة وسر السعادة.. فهلا عشنا التفاؤل ودخلنا ضمن كوكبة المتفائلين؟ فتلك هي الحياة التي ينبغي أن نعيشها في نفوسنا، ومع من حولنا.يقول الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشــــــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
تلك هي عقيدة المؤمن التسليم بالقضاء والإقبال على الحياة، فالتفاؤل هو أن تُقبل على الحياة وتملك عينا إيجابية؛ بحيث إنك ترى المزايا قبل العيوب، وتُبدي القبول والرضا قبل التذمُّر والسخط، بل تغيّر الحزن فرحا، والألم راحة، والفشل تجربة، ومحاولة تفتح آفاق النجاح، ليس من التفاؤل حتما أن تتحوّل مستسلما ومنتظرا ولا اتكاليا بالرزق، وتصبح كسولا أو تتوق إلى النجاح وأنت مقصّر، أو تتمنى السعادة، ومسلكك ينال من الآخرين.
التفاؤل له سحر غير عادي يبث حالة استبشار وإقدام لدى صاحبه، لذا فإن من يملكه يسعى الى إحداث التغيير وبث الفرح والبهجة حوله، وفي محيط الشخص المتفائل وتوجد لديه قوة جذب للآخرين؛ لأنه مصدر لحالة الهدوء والبهجة والإقبال على الحياة، لا يستسلم أمام الصعاب والعوائق، يكرر المحاولة؛ فطموحه يفوق الإحباط ويتفوّق عليه، وسريعا ما يعيد ترتيب أوراقه وحساباته وتفكيره ليجد مسار حياته في حالة تقدّم مستمر، لا يلتفت الى الوراء ولا يعرف التوقف، وهو الذي يوجد لنفسه فرصاً من ظروف يهرب أمامها الآخرون، وهذه الطبيعة الحيوية والروح المتحرّكة داخل المتفائل هي التي تحبب الآخرين فيه، بل والبقاء في رفقته والعيش في معيته.
إن التفاؤل يُكسب الشخص بيئة مريحة تتكون من حوله، يصعب تعكيرها أو تلويث أجوائها الصافية، فالحياة بالنسبة إليه جنة غنّاء للحياة الدنيا تتدلى فيها أنواع عدة من الورد والأزهار التي تبعث على الارتياح وتهدر في حديقته تلك شلالات المياه التي تتراقص في انسيابها، وتشكل ألحانا موسيقية فريدة في تساقطها وتناثر قطراتها، وتغرّد فيها طيور الحب وطيور الزينة والطيور الرشيقة في حركتها، وجميعها تصدر أصواتا متزامنة أو أحادية، لكنها تشكل معزوفة تؤدي إلى راحة الأعصاب والاسترخاء، ولذا فهذا المتفائل يهنأ بهذه البيئة التي يتسابق الناس إليه كي يحظوا ببعض ما عنده ويسعدوا بثرائها المريح نفسيا وفكريا وجسديا، ولا يخفى أن التفاؤل يجعل صاحبه يشعر بأن دنياه تتسع على ضيقها، وقدرته تزيد رغم محدوديتها، والحب يكون له معانيه وفنونه رغم غيابه عن الآخرين ودورة حياته اليومية متجددة متغيرة ومبهجة رغم رتابتها وتكرارها؛ فهو من يغيّر الرتابة لتجدُّد مثير لبهجة الحياة؛ ذلك هو التفاؤل، وتلك هي أحوال المتفائل.
أما التشاؤم فهو يمثل حالة انزواء وهروب من الحياة، وفشل في التغلب على تقلبات الأمور، فيعتمر صاحبه نظارة سوداء تفقده القدرة على رؤية النور وأبصار الطرقات والمسارات المريحة التي تيّسر مسيرته في الحياة وتؤمّن وصوله بسلاسة واقتدار؛ ولذا فإنه يصعب السهل وينظر للإشكالات البسيطة على أنها عقد يصعب تفكيكها، ويبالغ في التعامل مع ظروفه بل ربما يستسلم لها، يعيش وهم همها غير الموجود إلا في نفسه، ولذا يفسر نظر الآخرين أو كلامهم أو تحرّكهم أو حتى همسهم أو ضحكهم انه موجه إليه، بل ربما يعتبره ترتيبا أو تآمرا ضده، يبرر خوفه أو عجزه أو تردده أو ضعفه أو عدم حسمه لرأيه ورغبته في أن الظروف أقوى منه، ونسي ـــ أو تناسى ـــ أننا نستطيع إحداث التغيير وتسخير الظروف ومقاومتها وتحويل الصعاب لدرجات سلم نعتليه، وصولا إلى القمة وتحقيق النجاح، وهو الذي يتميز به المتفائل، ويعجز عن رؤيته المتشائم..
ولنعلم أن زوايا الدنيا المختلفة وتعاقب الليل والنهار ووجود النور بعد الظلمة وتبديد الفجر لسواد الليل وبلوغ البحر لمده على الشاطئ بعد طول الجزر وبزوغ الهلال واكتماله بدراً بعد اضمحلاله وغيابه، جميعها امارات ودلائل تقنع الإنسان الذي يعمل فكره أن التفاؤل هو سمة الحياة والحالة الطبيعية في ناموسها ما يعني أنه ليس أمامه إلا التفاؤل الذي هو مصدر البهجة وسر السعادة.. فهلا عشنا التفاؤل ودخلنا ضمن كوكبة المتفائلين؟ فتلك هي الحياة التي ينبغي أن نعيشها في نفوسنا، ومع من حولنا.