العالم بكل دياناته ومشاربه يحارب الإرهاب حتى أصبح الجميع يستخدم ويردد مصطلح «منابع الإرهاب» ويطالب بتجفيفها، ومع كل أسف هناك من يتهم ديننا الحنيف بأنه راع لذلك المنبع، ولن ألوم البعض بأنهم ألصقوا تلك التهمة الشنيعة بالإسلام.
وقد يعتقد البعض أن المقصود بالمنبع هو العنصر المادي، ولكن الحقيقة الغائبة عن الكثيرين هي أن المنبع الحقيقي هو ما يولم به بعض الأكاديميين الذين يبثون سمومهم الفكرية المنحرفة للطلبة في الصروح العلمية، وهو أمر يتم برعاية مجاميع مؤدلجة سياسيا.
والفكر الإسلامي الصحيح موجود بيننا ولكن هناك من لا يريد له الظهور حتى لا تكشف أجندات البعض التخريبية، فبين يدي كتاب رائع للدكتور دغش شبيب العجمي وهو خطيب وأمام أحد المساجد في الكويت يوضح فيه كثيرا من الأمور الإسلامية الصحيحة التي يجب أن يعرفها الجميع عن ديننا الحنيف.
اسم الكتاب «هيبة ولي الأمر واجب شرعي وضرورة دنيوية» وقد قدم له عالمان جليلان من أهم أعضاء هيئة كبار العلماء، وهما سماحة العلامة صالح الفوزان والعلامة محمد آل الشيخ حفظهما الله وقد استدلل د.العجمي في كتابه بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي تحث على طاعة ولى الأمر ولو كان في الكتاب أي شائبة لما قدم له العلماء الأجلاء.
لو قدر الله لهذه التحفة الإسلامية الرائعة أن تدرس في الجامعات فلن تجفف منابع الإرهاب الفكرية فقط ولكن سينسف كل الأفكار الإرهابية المتطرفة التي يتلقاها بعض طلبتنا من قبل بعض الأشخاص الذين لا يريدون كلمة «قال الله وقال الرسول» ولا يريدون الخير لديننا ولا لأوطاننا.
ما أعرفه عن الدكتور دغش من خلال محاضراته المنشورة في «اليوتيوب» أنه صاحب حجة يدحر من يتكسبون بالدين ويسيئون له، وأن كثيرا من أدعياء التدين السياسي يخشون مناظرته ويهربون من مواجهته فإن كنتم فعلا تريدون تجفيف منابع الإرهاب فعليكم بهذا الرجل.
أدام الله من واجه المتكسبين بديننا الحنيف بالحجة والبرهان، ولا دام من يغذي تلك المستنقعات بالفكر الإرهابي.