مع وصول سعر النفط الى 50 دولاراً بدأت الشركات النفطية العملاقة بالاستثمار مرة اخرى، وأفضل مثال شراء شركة «بي.بي» البريطانية 10%من حقول النفط في أبوظبي بمبلغ تقريبي يساوي 2.4 مليار دولار، الذي يبلغ انتاجه حوالي 1.66 مليون برميل في اليوم.
وكأنَّ الحياة دبَّت في الاستثمارات النفطية مرة اخرى بعد فترة هدوء ومع نزول أسعار النفط والخوف من انخفاضات أخرى ومن عدم وجود مستثمرين وعدم ترحيب البنوك العالمية بالاستثمار في النفط، خاصة من خارج منطقة الشرق الأوسط. ولتبدأ «بي.بي» 10% في غاز «ظهر» في مصر بقيمة 350 مليون دولار. بعدما توقفت استثماراتها النفطية في المناطق الصعبة والوعرة وفي أعماق البحار بعد الغرامات الباهظة التي كلفتها أكثر من 40 مليار دولار دُفعت تعويضات للحكومة الأميركية والأهالي.
وشراء «بي.بي» 10% في حقول باب وحصة وشاه وعصب التي يقدر اجمالي احتياطياتها النفطية ما بين 20 و30 مليار برميل حتى نهاية 2054 سيحقق تقدماً في استراتيجياتها النفطية على المدى البعيد في حقول نفطية سهلة الانتاج وبعيدة جدًّا عن المخاطر البيئية وبعيدة عن المحاكم والنزاعات.
واشترت شركة توتال الفرنسية قبل سنة النسبة نفسها في الحقول نفسها، ومن المتوقع ان تشارك كل من اكسون موبيل الأميركية وشل الهولندية بنسبٍ مماثلة، كما كانت في السابق، ولتبقى الملكية الرئيسية لشركة نفط أبوظبي بنسبة 60.%
وستدفع الشركة البريطانية مقابل هذه الصفقة عن طريق تملك الشركة «الظبيانية» بــ 400 مليون سهم، بسعر 4.47 جنيهات استرلينية مقابل قيمتها السوقية 4.90 جنيهات؛ اي ما يعادل ما بين 1.76 و1.92 مليار جنيه استرليني.
هي صفقة مربحة لكل من الطرفين والأطراف المشاركة من تعزيز مكانة هذه الشركات النفطية، ومن تسجيل احتياطيات نفطية جديدة في دفاترها وتحمل قيمة مضافة لحملة الأسهم، وستستفيد الشركة الوطنية الظبيانية من تحقيق زيادة في انتاجها من النفط وبأحدث التقنيات والمحافظة على مواردها الطبيعية وتعزيز مكانتها الإنتاجية في الأسواق النفطية.
ومع استمرار الارتفاع في اسعار النفط ستزداد الاستثمارات النفطية في الشرق الأوسط أولاً لتتبعها في مناطق نفطية اخرى، معتمدة على مدى التقدم في سعر النفط والاستمرارية في ذلك.