كيف تدمر مؤسسة ناجحة؟ الجواب السريع: أنزِل عليها بـ”الواسطة” مسؤولاً ضحلاً، ثم جهز الأريكة بمستلزمات التسلية، واجلس وتفرج على عملية الانهيار السريع لبناء اجتهد في تشييده المخلصون والعظماء. وصفة التخريب لأي مؤسسة سهلة وقصيرة، لأن التكسير أسهل وأسرع من البناء، هي تسير بسرعة ضوئية، لأن المسؤول الضحل لن يجتهد إلا في إبعاد كل القامات الطويلة التي تذكره بتقزمه وسوء تدبيره، خصوصاً عندما يكون ذلك المسؤول من النوع الذي يعاند الطبيعة، ويحاول في كل يوم لعب دور المسؤول الفاهم، بعكس الشاطر الذي يعرف كيف ينزل على المنصب، ثم يكتفي بالمغانم والبرستيج، ويترك القيادة لأهل المكان. دائرة عملية التخريب تزداد اتساعاً بدخول “أزلام” المسؤول الضحل إلى مفاصل المؤسسة المبتلاة بهم وبه، وهم في أغلب الأحوال ليسوا سوى منافسين له في الضحالة وعسر الفهم، لذلك هو دوماً يشعر بالراحة والطمأنينة معهم. هذه الحالة من التدمير الممنهج أمر واقع في دولة مثل الكويت، وهو آخذ في التزايد والعلنية بعد أن كان محدوداً وغير مرئي، بدليل تحوّل المعاملات البدَهية المكررة إلى قضايا معقدة قابلة للنقاش وطلب التفسير، وفي اعتقادي سيأتي يوم سيتعطل فيه نظام الرواتب والأجور لجميع الموظفين أسبوعاً، وربما شهراً، بعد أن يتمكن سرطان الواسطة من آخر موقع فيه شيء من المنطق والكفاءة والضمير في الجهاز الإداري للدولة. في الختام، الإصلاح ثوب طويل “يخب” على المسؤول الضحل إذا مشى فيه أضحك الناس، وإذا تحدث عنه نشر اليأس في نفوسهم.