اشترت قطر مع شركة جلنكور السويسرية %17.5 من اسهم شركة روزنفت النفطية بقيمة 10.5 مليارات يورو في الأسبوع الماضي، وتعد تلك الصفقة المالية الأكبر في روسيا بعد عام 2014. وتمثل هذه الصفقة المالية دفعة قوية كبيرة للاقتصاد الروسي في هذه الفترة التي تمر بها روسيا من أزمة مالية واقتصادية من انخفاض في قيمة العملة المحلية وارتفاع في نسبة التضخم بسبب انخفاض سعر النفط.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تمت هذه الصفقة مباشرة بعد اتفاق اوبك على خفض الانتاج وارتفاع سعر البرميل الى ما فوق 50 دولاراً. خاصة أن روسيا كانت وراء نجاح هذا الاتفاق وتدخلها المباشر في ترميم الخلافات ما بين المملكة العربية السعودية وايران. وموافقة روسيا بتخفيض – تثبيت انتاجها من النفط.
الصفقة النفطية كبيرة بالنسبة للقطاع النفطي الروسي، وتمثل دخول قطر شريكاً بنسبة تعادل نسبة شركة بي. بي. البريطانية التي تمتلك %19.7 في شركة روزنفت النفطية. والنصيب الأكبر من اسهم هذه الشركة يبقى بيد الحكومة الروسية. في حين شركة جلنكور السويسرية ثاني اكبر شركة تجارية نفطية في العالم ستحصل على امدادات نفطية تقدر بـ220 الف برميل من النفط الخام الروسي وستدفع فقط 300 مليون يورو مقابل هذه الحصة.
مما لاشك فيه أن هذه الصفقة تمثل لصندوق قطر السيادي استثماراً مالياً بحتا. حيث ان معدل انتاج قطر من النفط ما دون 900 الف برميل في اليوم واحتياطي نفطي في حدود 60 مليار برميل، لكن تمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز مباشرة بعد روسيا وايران. ولهذا كان التوجه القطري نحو النفط الخام والاستثمار به نوعاً من توزيع سلة استثماراتها من الطاقة.
الصفقة في الوقت المناسب ومباشرة مع اتفاق اوبك وليرتفع معدل سعر البرميل بنسبة %15 وليصل الى ما دون 55 دولاراً للبرميل. هل هذه مجرد صدف أم وراءها من الكثير والذي ساعد بقوة في تثبيت الاقتصاد الروسي الذي بأمس الحاجة الى هكذا تدفقات مالية خارجية من العملة الصعبة ولتفتح الأبواب مرة اخرى لإعادة فرص الاستثمارات الأجنبية فيها. أم لها ابعاد سياسية أخرى. ولنر!