تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وما تمارسه السلطة الانقلابية في مصر من استبداد سياسي وقمع للحريات العامة وحقوق الإنسان وما تستدعيه الأوضاع من إصلاح شامل لكافة مناحي الحياة ساهمت إلى حد كبير في تفاقم الوضع بشكل عام في المحروسة لتصبح “المتعوسة ” في ظل ما تمر به من مرحلة انحطاط على كافة المستويات جعلتها محل سخرية واستهجان من قبل متابعي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم ووكالات الأنباء وشبكات التلفزة العالمية!!
ما يحدث في مصر من مهازل للسلطة الانقلابية في تعاطيها للأحداث المحلية والإقليمية والدولية وتخاذلها مع العديد من القضايا العربية التي كان من المفترض أن تكون لها اليد العليا في حلها وقيادة أمتها للتصدي لتداعياتها تخلت بدورها عن الالتزام بها واكتفت فقط ببيانات ومواقف تؤكد بأنها ليست هذه مصر التي كانت دائماً تقود الأمة وتدعم كل ما من شأنه أن يحافظ على كيانها ووحدتها وانتزاع حق المصير والحياة الكريمة لشعوبها ، ولعل آخر مهازل هذه السلطة على المستوى العربي والإنساني وقوفها إلى جانب سفاح سوريا والعدوان الروسي والإيراني بميليشياتها وأذرعها الإرهابية التابعة لها في دعمها للفيتو الروسي في الأمم المتحدة ضد الشعب السوري المكلوم !!
نظام السيسي وصل إلى قمة مهازله بتوظيفه لمهرجين يتحكمون في عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية في مصر لممارسة ” بلطجتها ” التي استهدفت كل مواطن مصري شريف عارض هذا النظام ورفع صوته بكل شجاعة ضد ما يمارسه هذا النظام من ظلم وتنكيل بالمواطنين المصريين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بحقوقهم التي ينص عليها الدستور المصري وما يمارسه من مصادرة لأبسط حقوقهم المعيشية حتى وصل به إلى حد العجز عن توفير قوته وقوت عائلته !!
ولا يخفى على أي متابع مدى ما وصلت إليه مصر من فساد يزكم الأنوف من جراء تساهل هذه السلطة الانقلابية في تنفيذ القوانين ومحاسبة الفاسدين في ظل حمايتها لكل مفسد وعابث ومتربص بمكتسبات وقوانين الدولة ، وبالتالي من الطبيعي أن تحدث انتكاسات على المستوى القومي وعلى كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية يضع مصر في مقدمة الدول الفاسدة على مستوى العالم !!
والمتابع لما يحدث في مصر من تردي وتراخي كبير على المستوى الأمني يتلمس حقيقة هذا الأمر ليصل إلى عجزها عن توفير الأمن لمواطنيها بكافة أطيافهم بل قد يكون الأدهى والأمر عندما تصل قناعة الشعب المصري بأن نظام السيسي هو من يتعمد أن يُهيأ أجواء الإرهاب والعنف حتى تصرف الناس وتُشغلهم عن حالة الفوضى والضياع التي تعيشها في ظل تفاقم أحوال المصريين المعيشية وعجزها عن توفير أبسط حقوقهم المعيشية ، ولعل العمل الإجرامي الأخير في الكنيسة البطرسية لدليل دامغ على مدى ما وصل به النظام من انحطاط وإجرام في حق فئة من فئات الشعب الأصيل لإلصاق التهمة لـ ” قطر ” والأخوان وهو أسلوب رخيص لا يتبعه إلا من كان نظامه مصنوع من ورق ويفتقد الأخلاق والثقة في نفسه !!
فاصلة أخيرة
لن يدوم نظام ديكتاتوري اعتاد على اتباع سياسة التنكيل والقمع ضد شعبه ، وسيأتي يوماً يسحل فيه مواطنيه من تزعم سلطة الظلم وكان سبباً في مصادرة حقهم في العيش بكرامة !!
وبالتأكيد لن تخذل هذه الثورة أهلها ولو طال أمد الظالمين !