أجزم بأنه لا يوجد شخص في الكويت لم يستخدم المثل القائل «يا أطقك أو أنا مو أخوك»، فهي مقولة حقيقية يستخدمها الجميع في حياتهم اليومية عن قصد أو أنه يستخدمها وهو لا يعلم، وعلى نفس الهدف والمضمون هناك مقولة مشابهة وأكثر واقعية، لكن لن يسمح لي بكتابتها حتى تلميحا من أجل الذوق العام.
عند كل تشكيل حكومي تكون تلك المقولات واضحة جدا على لسان البعض لغرض في نفسه، فتجد من يهاجم التشكيل لأنه لم يتم اختياره لتولي أي حقيبة وزارية وتجده يهاجم الوزراء منذ بداية ظهور الأسماء فيشكك بهم ويتهمهم لأنه كان يريد أن يكون هو أو أحد أقاربه وزيرا في الحكومة.
ومازلت أذكر أحد الأصدقاء حين كان يهاجم الحكومة ويضع اللوم عليها حتى لو زاد الملح في الشوربة التي طلبها من المطعم، وحين تم اختيار أحد الوزراء من أبناء عمومته وبدأ الناس بالهجوم عليه كان يغضب ويطالب بعدم التعرض له وكاد أن يضعه في مصاف الملائكة.
موضوع الهجوم حين تفشل المساعي للحصول على المكان الذي يطمع فيه هي طريقة متبعة في كل مكان في الكويت، ففي جلسة افتتاح مجلس الأمة سمعنا الاتهامات المتبادلة من النواب في التصويت على منصبي الرئيس ونائب الرئيس، وكان المبرر لفشل البعض هو تصويتات الحكومة.
ولكن من ينظر للأرقام وحسبتها فإنه سيعرف لمن توجه سهام الاتهام دون أي ذرة شك، فالموضوع باختصار كما شدت أم كلثوم في إحدى أغنياتها «العيب فيكم يا بحبايبكم»، ولكنكم لا تريدون أن تعترفوا بذلك لأنكم مثلهم فهم لا يثقون بكم وأنتم لا تثقون بهم.
أدام الله من تعلم الأرقام ليعرف جدول الضرب ويضرب من ضربه، ولا دام من لا يفرق بين الجمع والطرح والقسمة على اثنين.