يقول فولتير: «إن من حقنا استخدام أقلامنا وكأنها ألسنتنا، وتحمل مخاطر ذلك الاستخدام». ويقول: «أن تمسك بالقلم يعني بصورة تلقائية انك في حرب مع الآخرين. ولكن هذه الحرب لا يمكن أن تكون شرعية إن لم تدعم بصدق الموقف والقضية عما تتكلم أو تكتب».
فجر زعيم الكنيسة الكاثوليكية، عدة قنابل منذ تسلمه سدة البابوية في الفاتيكان. وتأتي أهمية البابا كونه الرأس الديني لأكبر تجمع ديني عرفته البشرية، حيث يبلغ عدد الروم الكاثوليك اليوم اكثر من مليار و200 مليون، %40 منهم في أميركا الجنوبية. وكانت آخر قنابل البابا العقائدية، والتي ستكون لها تداعياتها على المؤمنين بكل الأديان، التي تعرف بالسماوية، ما ذكره قبل بضعة اشهر من أنه، ومن خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، فإنه اكتسب فهما جديدا لبعض العقائد. وأن الكنيسة لم تعد تعتقد في الجحيم، حيث يعاني الناس، فهذا يتعارض مع الحب اللّامتناهي للإله. فالله، بمفهومه، ليس قاضيا ولكنه صديق ومحب للإنسانية. والله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. وقال انه لا ينظر إلى الجحيم كجهنم، بل مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله.
وقال البابا إن جميع الأديان صحيحة وعلى حق، لأنها كذلك في قلوب كل الذين يؤمنون بها. وفي سؤال عن هل هناك وجود لأنواع اخرى للحقيقة؟ قال إن «الكنيسة في الماضي، كانت قاسية تجاه الحقائق التي تعتبرها خاطئة من الناحية الأخلاقية، أو تدخل في باب الخطيئة. اما اليوم فنحن لم نعد قضاة، نحن بمنزلة الأب المحب، ولا يمكن ان ندين أطفالنا». وقال إن كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع أصحاب جميع الميول، وللمؤيدين للحياة ومؤيدي الإجهاض! للمحافظين والليبراليين والشيوعيين الذين هم موضع ترحيب، والذين انضموا الينا. نحن جميعا نحب ونعبد نفس الإله.
وأضاف: عرفت الكنيسة تطورات مهمة، وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية، وإن الوقت حان للتخلي عن التعصب، والاعتراف بأن الحقيقة الدينية تتغير وتتطور، فهي ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر. وأن بإمكاننا، من خلال أعمال الحب والمحبة، أن نجعل غير المؤمن يقر بالله ومن ثم بتخليص روحه، ليصبح بذلك مشاركا نشطا في فداء البشرية. واضاف: عندما ننشر الحب والجمال في العالم فإننا نلمس إلهنا ونعترف به. الانجيل كتاب مقدس جميل، لكنه ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه تحتاج إلى مراجعة.. لتتناسب مع رسالة الحب والحقيقة التي سطعت من خلال الكتابة. وفقا لفهمنا الجديد، يختم البابا: «سوف نبدأ في ترسيم نساء «كرادلة» وأساقفة وكهنة. وآمل في المستقبل أن تكون لدينا في يوم من الايام امرأة «بابا». فلتشرع الابواب أمام النساء كما هي مفتوحة أمام الرجال»!
والآن هل بالإمكان تعلم شيء من كلام الحبر الأعظم؟