عندما تمشي على شارع البحر من نقعة الشملان إلى أن تصل إلى شاطيء البدع تشوف وتتذكر الزمن الجميل الذي تأسست فيه هذه الواجهة الجميلة من رقي وتصميم وعزيمة على إنشاءه في فترة ما قبل الغزو الصدامي على البلدنا الحبيب ، وكنا في تلك الحقبة من الزمن نملك القليل من الفكر والتطور ولكننا كنا نملك الكثير من الإصرار والعزيمة والأهم من هذا حب الوطن والوفاء له وإعطاءه كل مقدراتنا لكي نجعله في مقدمة الدول .
تركنا مجلس الأمة في تلك الفترة يقوم في دورة من رقابة وتشريع ، وكان الشعب يقف ويدعم نوابه في مواجهة السلطة ، إيماناً منا أننا في أيادي أمينة صادقة تحاسب فقط لأجل الإصلاح وتخاف على مقدرات الوطن وتصون القسم الذي أقسم عليه النائب .
لم نعد نرى هذا الآن كما كان في السابق ، ولم يعد المواطن هو المواطن الحريص والمحب لمصلحة تطوير هذا الوطن كما في السابق إلا ما ندر من المواطنين وهم قلة منعزلة منطوية لا ترى الأمل في الإصلاح بعد كل هذا الكم من الفساد والرشوة والمال السياسي والإسلوب المنحط والنزاعات إبتداءً من التجار إلى رجال السياسة إلى أصحاب القرار في هذا الوطن .
كنا كشعب نحترم التجار لأنهم وقفوا في فترة من الزمن الماضي مع أهل الكويت وكانوا عوناً لهم ، ونحترم أهل القرار لأنهم أرسوا هذا الوطن لفترة من الزمن إلى بر الأمان وحمايته من الأطماع الخارجية ، ونحترم رجال السياسة لأنهم خطوا لنا ديمقراطية جميلة وحرية نتباهى بها أمام العالم .
رحلوا جميعاً .. مع الزمن ، وأخذت الأمانة إلى الجيل الجديد ، ولم نعد نسمع ولا نرى سوى تدمير كل تلك الحقبة الجميلة من الزمن ، فتغيرت الوجوه مع تغير الزمن ، وتغيرت النوايا والأطماع مع زيادة المال ، وزادت الفرقة بيننا وبين الساسة والقادة !
الأمانة والشرف لم تعد كما كانت ، البعض يسرق والآخر يهرب للخارج ولم يعد الوطن الجريح كما كان ، ولا تستطيع الدولة محاسبتهم لأسباب عدة ، نعرفها جيداً ولا أريد أن أذكرها الآن .
فقدنا كل معاني الألفة والعطاء والولاء ، لم يعد أمامنا سوى أحزاب وتكتلات وتيارات وطوائف وقبائل ، إنقسمنا من وطن صغير جداً إلى أكبر وطن متفرق ومتطرف ومنعزل !
أصبحنا .. نسأل عن أموال الأجيال الذي تركه الأوائل ، وهل لنا من الورث شيء ، أجدادنا وحكامنا وتجارنا قد تركوا لنا نصيب من هذا الأرث ، هل سنستيقض يومـاً ونرى كم أصبح هذا الورث ليعيشوا عليه أبناؤنا للبدء من جديد من حيث تركوا الأولين !؟
أم على المواطن أن يدفع ضريبة الفساد ، ويدفع ضريبة – السراق ، ويدفع ضريبة الجهل في إدارة الوطن ، ويدفع ضريبة فقدناكم .. للشرف – والأمانة !؟