مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.

العشرات من دول العالم على مر التاريخ تم احتلالها وإبادة شعوبها ومسحها من خريطة الكرة الأرضية، ولم تجد من يفزع لها، ويبذل ادنى جهد لنصرتها.
هذا لم يحدث للكويت ذلك البلد الصغير في عام 90 بسبب الله سبحانه وتعالي ومن ثم بسبب بلد مجاور حليف عزيز وكريم اسمه المملكة العربية السعودية قال على لسان مليكه في ذلك الحين المرحوم والمغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته: «تعود الكويت او نذهب معها».
كلمات خالدة رسخت في اذهان وضمائر ابناء الشعب الكويتي آنذاك الذي كانوا بين لاجئ في أنحاء المعمورة او صامد وصابر تحت سنان الاحتلال العراقي المجرم.
وتيقن بعدها ان التحرير قادم بعد إذن الله وبهمة وعزيمة وإمكانيات الجارة العزيزة السعودية التي سخرت بحرها وأرضها وجوها بل وسخرت جزءا كبيرا من دخلها القومي لصالح انتزاع الكويت من براثن ذلك الاحتلال العراقي العفن الذي غرس أنيابه المجرمة في كافة اوصال بلدنا الصغير.
ولم تكتف السعودية بذلك الجهد الجبار في سبيل تحرير الكويت بل احتضنت في جوانبها الكريمة قطاعا كبيرا من الشعب الكويتي الذي خرج من بلده.
ومازلت اذكر ويذكر الكثير من ابناء الشعب الكويتي كيف فتح لنا السعوديون بيوتهم واستضافونا فيها حتى قامت الحكومة الكويتية بعد ذلك بترتيب امورها وصرف الإعانات.
السعودية هي عمقنا الإستراتيجي وهي الأهل والعزوة.
هي شقيقتنا الكبرى التي ننضوي معها واربع دول خليجية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي والذي تنافس أعضاؤه على بذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير الكويت من الغزو العراقي وكانت السعودية في الصف الأمامي في كل تلك الجهود المباركة.
واليوم ونحن نرحب بقدوم خادم الحرمين الشريفين ليشرفنا في الكويت نستذكر كل تلك المواقف المجيدة التي دخلت تاريخ الكويت من أوسع أبوابه وتدرس في مناهج التربية في مدارس اطفالها لكي يذكروا ويتذكروا بكل امتنان ما فعله الجار للجار.
مرحبا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه على أرضه وبين أهله ليس ضيفا بل هو صاحب الدار.
نقطة أخيرة: إذا أطال الله في عمري ورزقني بأحفاد فسأخبرهم عن الجار الذي حمى الجار.
سأخبرهم عن الشعب الذي حضن شعب الكويت عام 90. سأخبرهم عن حكام السعودية الملوك أبناء الملوك الذين لهم في قلوب وضمائر أهل الكويت كل محبة وامتنان وتقدير.