لأن الموضوع يهمني جداً، وتحديدا فيما يتعلق بالنواب الشباب، فأكتب عنهم للأسبوع الثاني على التوالي خصوصا بعد الخبر الذي استفزني جدا، وأتمنى ألا يكون صحيحا وهو ما ستثبته الأيام.
الخبر نشر في جريدة “الراي” في عدد يوم أمس الثلاثاء، وهذا نصه “وقررت المجموعة النيابية أيضاً، ترشيح النائب الدكتور جمعان الحربش لمنصب نائب الرئيس ليخوض الجولة بمواجهة عيسى الكندري وسعدون حماد وعسكر العنزي الذي لم يحسم موقفه بعد.
وفي سياق متصل، قال مصدر نيابي لـ”الراي” إن المجموعة النيابية قررت أيضاً ترشيح النائب نايف المرداس مراقباً، على أن يتم اختيار أحد النواب الشباب لمنصب أمانة السر”.
ما يعنيني في الخبر هو العبارة الأخيرة تحديدا والمتعلقة باختيار أحد النواب الشباب لمنصب أمانة السر، وهو الأمر الذي يقلقني فعلا، فالجماعة ينظرون للشباب على أنهم أتباع يتمكنون من اختيار أي منهم لشغل أي منصب والسلام، المهم أن يكون شابا، وكم أخشى أن يرضى الشاب المقصود بهذا الوضع، ويقبل أن يكون نائبا للاستعراض فقط، تتحكم فيه أهواء من هم أكبر سنا منه من النواب.
لأكرر الرسالة بشكل أوضح، لعل وعسى أن يستوعبوا مكانتهم عند الناس والناخبين، فقد اختارت الكويت النواب الشباب بدلا من أحمد باقر وفهد الخنة وأحمد لاري ويوسف الزلزلة وعلي العمير وجمال العمر وحسين القلاف وأحمد المليفي ومبارك الخرينج وحسين الحريتي وعبدالرحمن العنجري، تلك الأسماء التي لها باع طويل ومسيرة سياسية ليست بقصيرة، وخبرة كبيرة في الانتخابات، إلا أن الناس لم يختاروهم وفضلوكم بدلا عنهم، في إشارة واضحة بأن الناس يتأملون منكم تولي الأمور وقيادة العمل السياسي لا أن تكونوا تبعا لأحد أو تكملة عدد لهذا النائب أو تلك الكتلة، فهم يعتقدون أن بإمكانكم إصلاح ما أفسده من سبقوكم والنهوض بالكويت بشكل فعلي.
قد أتفهم خشيتكم من الوقوع في الأخطاء في بداية المشوار وانعكاس ذلك على الناخبين إذا ما تم الطعن في النتائج أو حُل المجلس بعد مدة قصيرة، وهو ما يجعلكم تحرصون على المشي جنب الحيط، ولكني أؤكد لكم أن أكبر الأخطاء بالنسبة إلى الناس أن تكونوا جنب الحيط، فنحن نريدكم قادة تصنعون وتشكلون الرأي، تقودون المجلس وتحققون التغيير، وهذا لن يتحقق بكل تأكيد بدخولكم كوقود لمعارك هنا وهناك.
كونوا أكثر جرأة وحزما في مواقفكم، ولا تخشوا ردود الأفعال، فالناس كما ذكرت فضلوكم على الكثيرين من مختلف التيارات والتوجهات، لا تتبعوا أحداً بل هم من يجب عليهم أن يتبعوكم أنتم أصحاب الرؤية المتجددة، وأنتم تمثلون أكبر فئة من المجتمع الكويتي، وأنتم من تنعكس عليكم الأزمات والمشاكل بشكل أكثر جدية، وبالتالي فإن الحلول التي ستطرحونها ستكون أكثر قابلية وفاعلية في الوقت نفسه، فلا تقللوا من شأنكم ولا تجعلوا التبعية عنوانا لكم.
خارج نطاق التغطية:
مركز جابر الثقافي صرح حضاري جميل بإدارة تحرص على التنوع في تقديم أنشطتها، وتستحق بلا أدنى شك الدعم والتشجيع والنقد البناء للاستمرار للأفضل، شكرا لهم.