لم يرتبط تنظيم حزبي في العالم العربي بالشر والخراب كارتباط تنظيم الإخوان المسلمين العالمي بها. فقد كانوا، لأكثر من ثمانين عاما، مثال العنف والأفكار المتخلفة، اينما حلوا، منذ أن وجد تنظيمهم عام 1928، وستبقى هذه الصفات ملتصقة بهم إلى انحلالهم وغيابهم.
لقد زادت قوة الإخوان كثيرا، وزادت معها ارصدتهم المالية، بعد أن آمنت بهم أنظمة وبإمكانية استغلال نفوذهم وانتشارهم لتحقيق مآربهم، فتم احتضانهم للاستفادة من امتداداتهم السرية والعلنية، وخبراتهم في تفتيت وزعزعة المجتمعات، والقيام بالأعمال التخريبية. وتعتبر الإدارة الأميركية السابقة، في عهد أوباما ووزيرته هيلاري كلينتون، من الذين استغلوا الإخوان واستفادوا من أفكار قياداتهم، وقاموا بتسليمهم حكم مصر، بعد موافقتهم على الإطاحة بحسني مبارك.
كما يمكن ملاحظة نفوذ الإخوان في أكثر من دولة آوتهم ومنحت جنسيتها لقياداتهم.
وقد أظهرت نتائج الانتخابات في العديد من الدول فوز غالبية المرشحين، أو المنتمين للتنظيم العالمي لحزب الإخوان المسلمين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة تجذر هذا التنظيم واستفادتهم القصوى من التسهيلات التي منحتها الحكومات لهم، ونجاحهم في تحقيق ثروات هائلة للتنظيم، وأكثرها لقياداتهم، التي نجحت تجاريا وصناعيا وهندسيا في تحقيق ثروات هائلة، واصبحوا مثالا يحتذى و«طعما» للشباب لكي ينخرطوا في الحزب، أملا في تحقيق أحلامهم في تولي المناصب العالية، أو تحقيق الثروات الكبيرة.
وفي مقابلة مع الإعلامية التونسية اللامعة كوثر البشراوي، قبل ان تتحجب وتلتحق بصفوف التنظيمات الدينية، ذكرت أن علاقاتها بتلك الحركات عميقة ومتجذرة، وأنها انتمت لفرع الإخوان في تونس (النهضة)، ودخلت بيوت كبارهم، وتعرفت على أسرهم.. وأنها اكتشفت، بعد تجارب مريرة، أنهم يحبون من يناصرهم، عندما يكونون في المعارضة، ولكن ما ان يجلسوا على الكراسي، فلا صديق لهم ولا صاحب، لأن هؤلاء السياسيين لا دين لهم، وإن انطبق ذلك على السياسيين، بشكل عام، فإنها ليست من صفات المؤمن. وتساءلت كوثر، هل كان هؤلاء يقولون الصدق، عندما كانوا في المعارضة أم الآن، وهم في الحكم، وإن كل ما سبق ذلك نصب واحتيال، وان ليس لهم صاحب، ولا شريك لهم متى ما أخذوا الحكم.
وتقول إنها ورفاقها كانوا يعتقدون ان هناك تباينا بين الحركات الإسلامية من ناحية الفكر، إلا أنها اكتشفت أن كل او غالبية هذه الحركات، متطرفة فكرا وسلوكا في ماضيهم ومستقبلهم، وانها ضيعت عمرها في اتباعهم، بسبب غبائها! وأنها خدعت، بعد ان اكتشفت أنها اصبحت لا تعرف، بعد كل هذه السنين، من هم الإسلاميون! انتهى.
طبعا امثال كوثر كثيرون، ولكن الغالبية تفضل التزام الصمت.