سيمر الوقت بطيئا، وسيستغرق الإصلاح سنوات، قبل ان نرى انفراجا في وضع مطار الكويت البائس والحزين والخرب والتالف والقذر، بكل مرافقه. ولو كنت رئيسا او مديرا للمطار لخجلت وتفشلت بالفعل من ترؤس هذا المرفق المهم، وهو بكل هذا الوضع المزري، الذي لا يمكن أن تقبله النفس.
الخراب في المواقف، والخراب في الأمن والخراب في الحمامات والخراب في المعاملة والخراب في كل شيء، ولا يمكن ان يقبل إنسان يحترم وطنه ببقاء وضع المطار الحالي على ما هو عليه، فقط لأن هناك مشروعا لتطوير مبنى جديد قد يتأخر لسنتين او ثلاث، أو ان هناك مبنى كاملا آخر سينتهي العمل به بعد 5 أو 6 سنوات، فالمسألة عاجلة وتتطلب قيام رئيس مجلس الوزراء شخصيا بالتدخل مباشرة، وإصدار اوامره لقيادات الداخلية والمالية والجمارك والموانئ، واية جهات اخرى معنية بالأمر لإيجاد حلول سريعة لوضع المطار، فالألم عميق حقا وشكوى الناس ومعاناتهم لا يمكن أن تستمر لحين حل الوضع، الذي قد يتأخر كثيرا.
لقد وصلت قبل ايام إلى المطار، وفوجئت بأن الباب الزجاجي الذي يؤدي لحرم المطار من الطائرة مقفل، وهذا حدث معي مرتين من قبل. وانتظرنا لعشر دقائق قبل ان يأتي رجل الأمن ويفتح البوابة. ومن هناك ذهبت إلى حمامات الرجال في قاعة وصول الركاب، بعد الانتهاء من إجراءات الدخول، وفوجئت بأن المياه القذرة تملأ كامل الأرضية. ملأني الحزن وامتلأت عيوني بالدموع لذلك المنظر البائس، ولعدم قدرتي الخوض في تلك القذارة، لقضاء حاجتي المستعجلة، وانا المصاب بالبروستاتا. ولم أجد بدا من التقاط صور وفيديوهات لوضع ذلك الحمام ونشرها على التويتر، وغادرت المكان، ومثانتي تكاد تنفجر مما تجمع بها، وقلبي ينفطر على وضع وطني.
نعيد ونكرر بأن المعاناة يومية، ويمر بها مئات آلاف المسافرين شهريا، والأمر لا يمكن أن يرضي صاحب ضمير، ولا يمكن ان نصدق أن لا حل هناك، وأن على الجميع أن يصمت، أو يأكل «تبن»، لحين الانتهاء من بناء ملحق المبنى القادم بعد سنتين او ثلاث!