أستمتع بأحاديث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وأحب أن أستشهد بها لما فيها من حكمة ودروس وأعتبرها خارطة طريق للجميع، سواء الوزراء أو المواطنون.
وما زلت أذكر حديثا قديما لصاحب السمو خص به بعض الوزراء حين كانوا يؤدون القسم أمامه وحينها قال مقولة وحكمة قديمة ويعرفها الجميع، فقد ذكر سموه مقولة «إرضاء الناس غاية لا تدرك» وحتما أن سموه لم يقلها إلا وهو مقتنع بها تماما ويجب على كل شخص أن يستخدمها في جميع أمور حياته المهنية أو الاجتماعية.
ولنأخذ مقولة قائدنا ونستخدمها مع أبنائنا في بيوتنا فلو حاولت المستحيل أن تجمع أبناءك على أبسط الأمور لما أرضيتهم، وعلى سبيل المثال لو جمعتهم على وجبة الغداء لوجدت أنك لن ترضيهم جميعا فكل فرد في العائلة يريد أن يكون الغداء حسب رغبته الخاصة.
لنترك غداكم ومن لا يريد أن يتغدى معكم «ما تشوف شر» وحتما أنه سيوفر على أهله ولنذهب لمن سيكونون وزراء في الحكومة القادمة فعليهم أن يدركوا تلك المقولة وألا يرضخوا لطلبات النواب غير المنطقية والتي يريدون بها إرضاء بعض ناخبيهم بالضغط للتوسط لهم بالحصول على مناصب وظيفية أو تجاوز القوانين والأمثلة كثيرة.
أما النواب فعليهم أن يعوا أن ليس كل طلبات الناخبين يجب أن تنفذ وخصوصا طلبات التنصيب بالمراكز القيادية، فلو كان كل نائب يريد أن يحقق رغبة ناخبيه فأين ستذهب الكفاءات التي ستنهض بالكويت ان لم يكن لديهم نواب مثلكم يتوسطون لمن يمثلونهم فئويا أو مذهبيا أو قبليا؟!
لا يوجد حل لرغباتنا المصلحية الخاصة إلا أن نبحث عن عصا سيدنا موسى ونمنحها لسمو الشيخ جابر المبارك ليحقق رغباتنا كشعب ونواب وسياسيين ولكن تذكروا أن عصا موسى كانت لها استخدامات أخرى غير أكل العصي والحبال وتفجير الأنهار من الحجارة وضرب البحر فمن استخداماتها الأساسية الهش على الغنم، وفهمكم كفاية.
أدام الله من أرضى الله وعمل للصالح العام، ولا دام من يريد تحقيق رغباته الضارة بالكويت وأهلها.