بعد مخرجات انتخابات مجلس الأمة، فرحنا عندما شاهدنا نجاح الشباب في الانتخابات، من أمثال النواب رياض العدساني وعبدالكريم الكندري وعبدالوهاب البابطين وعمر الطبطبائي ويوسف الفضالة وأحمد الفضل وناصر الدوسري ومبارك الحجرف، وهذه المخرجات تزودنا بجرعة أمل نحو مستقبل أفضل، ولاسيما بعدما سمعنا طموح وتطلعات هؤلاء الشباب أثناء حملاتهم الانتخابية، التي كانت محل فخر لنا جميعا.
ونجاحهم في هذه الانتخابات يجعل مسؤولياتهم مضاعفة أمام الشعب الكويتي، وتحديدا أمام فئة الشباب، فمواقفهم المقبلة ستكون محل أنظار الجميع، والكل يراهن على وجودهم بتغيير الأوضاع للأفضل، من خلال ترجمة تطلعاتهم إلى واقع ملموس، فمن هذا المنطلق لابد أن يشعروا بأنهم أمام اختبار صعب جدا، وهذا الاختبار بحاجة إلى البدء بخطوة صحيحة مدروسة، تكمن في تشكيل كتلة برلمانية شبابية مع انضمام نواب آخرين من ذوي الخبرة، خصوصا ممن يتفقون مع توجهاتهم المقبلة.
فمن هذه الكتلة، سيجدون أنفسهم حزمة برلمانية قوية جدا، من خلالها ستكون لهم قوة متزنة في مواقفهم، والأهم ستكون قوتهم دافعا لتحقيق تطلعاتهم التي كانوا يروجون لها أيام حملاتهم الانتخابية، فاليوم انتهى الترويج وجاء وقت العمل، وفقا لمكتسباتهم الدستورية لطرح تشريعاتهم ورقابتهم السليمة في محاسبة المتخاذلين والمتجاوزين على المال العام وعلى تجاوزات تعيينات القياديين، وبمعنى أصح هؤلاء الشباب هم أمل تحقيق المعارضة الحقيقية التي لا تحمل انتقاما ولا ابتزازا، بل معارضة من أجل إصلاح أي اعوجاج يرونه، معارضة من أجل الكويت، وهي معارضة ضد الفساد وليس ضد أشخاص بعينهم، كما يجب مد يد التعاون مع الحكومة المقبلة، خاصة إذا كانت تلك الحكومة جادة في العمل، وهذا سنعرفه من خلال تقديم رؤيتها الحقيقية القابلة للتطبيق وليس حبرا على ورق!
أقولها وأكررها لكم، فأنتم أيها النواب الشباب الرهان عليكم اليوم كبير، وهذا الرهان كي نثبت للجميع بأن البلد سينهض ويتعافى بشبابه، فأرجوكم لا تخذلونا.