قرار د.سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية بترشيح العماد ميشال عون ضمن الظروف الحالية صائب جدا، ويأتي رد فعل على الخطأ الجسيم للرئيس سعد الحريري بترشيحه سليمان فرنجية دون مشاورة حلفائه المسيحيين كالدكتور جعجع والرئيس الجميل ما أحرجهم أمام اتباعهم وأمام الشارع المسيحي وأظهرهم بمظهر الضعف مقابل دور القوة المارونية الذي يلعبه الجنرال عون. متابعة قراءة أصاب جعجع وأخطأ الحريري !
الشهر: يناير 2016
«المارينز» .. و «البروباغاندا» الإيرانية
في العرف الدولي، قد تبدو ردة فعل أي دولة تنتهك أجواؤها أو مياهها الإقليمية مشروعة. إلا أن تحويل الحدث من حدث عسكري إلى لعبة سياسية تتجاوز الحدث نفسه لا بد أن يكون له تداعيات وارتدادات. واحتجاز الحرس الثوري الإيراني لعشرة من أعضاء المارينز الأمريكي هو من الأحداث التي لا تمحى، لأنها تجاوزت الحدث نفسه إلى صورة المارينز في الإعلام وأمام مرأى العالم. القصة غالبا بأنه رغم التأكيدات على وجود خلل تقني وراء دخول الزورقين الحربيين الأمريكيين للمياه الإقليمية الإيرانية، إلا أن الإيرانيين يميلون للاعتقاد إلى أن هذا الخلل وراءه إرادة هدفها استكشاف معالم السياسة الإيرانية ما بعد الاتفاق النووي. لذا فقد أرادت الرد بالتوجس نفسه كما لو كانت تقتل بقفاز من حرير كما بخطاب مزدوج كالعادة، ربما يعكس في حالته الانقسام الداخلي بين المرشد والرئيس روحاني، والأخير ليست له سلطة فعليا.
إذن فالرسالة هي استعراض القوة و”بروباغاندا” مفتعلة لإرسال رسائلها للجيران وعلى رأسهم السعودية ومن ثم أمريكا كما للداخل الإيراني أيضا. هذه الـ”بروباغاندا” قد تدفع إيران بسببها ثمنها باهظا على المستوى الأبعد. فصورة إهانة المارينز لطخة لا يمكن أن تنسى في تاريخ إدارة أوباما، لذا فلا بد أن الحدث جاء مثل المطرقة على الإدارة الأمريكية، ولا سيما على الجمهوريين والمرشحين منهم. وقد ذكرت وكالة أخبار فارس الرسمية أن الأمريكان يعرفون المنطقة جيدا وأن دخولهم كان مقصودا، فيما قال الأمريكان، إن نظام الملاحة كان مكسورا. حل الأمر اعتبر نصرا دبلوماسيا بحسب تعبير كيري. إلا أن الأمر لم يتوقف عند النصر الدبلوماسي، فقد نشرت إيران صورا دعائية للمارينز يركعون على ركبهم واضعين أيديهم إلى الأعلى. كما تم تصويرهم وهم يعتذرون بصحبة مؤثرات سمعية. بعض الصحف الأمريكية حاولت التهوين من القضية كـ “واشنطن بوست”، التي دعمت فيما يبدو موقف إدارة أوباما للملمة الحدث، بعكس أدوات إعلامية أخرى مثل CNN التي رأت أن ما حدث إذلال وإهانة لأقوى جيش في العالم.
ولا شك أن صورة ومعاني هذا له دلالات سياسية حساسة، إنه إحراج للإدارة الأمريكية أمام العالم وشعبها، هي التي نددت باستخدام طهران لتلك الصور لأغراض دعائية، حتى رغم إصرارها على تحسن العلاقات. ختمت أمريكا الأمر بصفقة تبادل السجناء مع إيران. وما أن أقلعت الطائرة بسجناء أمريكا الذين هم وللمفارقة إيرانيو الأصل بجنسيات أمريكية أحدهم جندي، وبعد رفع العقوبات عن إيران، أعلنت أمريكا فرض عقوبات جديدة على 11 شركة وشخصية إيرانية على علاقة ببرنامج طهران للصواريخ الباليستية، متوعدة بفرض المزيد إزاء تهديدات إيران لاستقرار المنطقة.
تبدو إدارة أوباما محرجة لأن العلاقة الجديدة تمثلها بكل تداعياتها. لذا فهي تحاول مداراة ما تقوم به إيران من حماقات وصلت إلى تسويق إعلامي منذ أيام مفاوضات الاتفاق النووي، ومنذ نشر تفاصيل النسخة الأولى من الاتفاقية. ليس هناك مبرر للاحتجاز سوى توجيه رسائل هي على الأرجح تمثل جناح المرشد الأعلى، لا سيما أنه ليس هناك أي تهديدات أو حالة حرب تبرر الحدث. ولطالما كانت هناك علاقات تعاون مهنية بين المارينز والإيرانيين في الخليج العربي. لكن خطأ إذلال المارينز الذي دغدغ مشاعر القوة مؤقتا لا بد أنه سيكلف إيران غاليا.
حقائق
– سعر برميل النفط الكويتي حتى موعد كتابة هذا المقال 20 دولارا قابل للنقصان مع موعد النشر.
– جرائم “داعش” من قتل واغتصاب وتشريد ودمار تبعد عن الكويت مسافة تقل عن 1000 كم.
– لن تتمكن الدولة قريبا جدا من سداد رواتب الناس بقيمتها الحالية من عوائد النفط، كما هي العادة في الـ60 عاما الماضية.
– وزير الصحة يشتري دعامات القلب بمبلغ 1700 دينار للدعامة الواحدة، علما أنه يستطيع شراءها بـ700 دينار فقط.
– مستوى التعليم العام في الكويت ينافس على الترتيب في آخر السلم العالمي. متابعة قراءة حقائق
مرا ببوس
لم تؤثر أغنية على وجدان الشعب الإيراني طوال نصف القرن الماضي، كما اثرت أغنية “مرا ببوس”، والتي ترنم بها كبار مطربي إيران، والسبب لا يعود فقط لجمال كلماتها، ولحنها المميز، بل لما رافق التغني بها من إشاعات عن ظروف تأليفها في تلك الأيام الصعبة سياسيا ومعيشيا التي سادت إيران بعد أن نجحت مخابرات أميركا وبريطانيا في الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الإصلاحي “محمد مصدق” عام 1953، وإعادة الشاه الفاسد “محمد رضا” للحكم، وهذه جميعها ساهمت في رواج الأغنية. متابعة قراءة مرا ببوس
الرغوه
هناك مقولات قديمة نستعين بها ليس لضربها على واقعنا فقط، ولكن البعض يريد أن يوضح أنه مثقف أو «صايدها» كما يقال بالشعبي مع أن تراثنا فيه ما هو أبلغ من بعض تلك المقولات وتستطيع توصيل ما تريده بأسرع وقت من خلال المقولة الشعبية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر مقولة إن الشجر يموت واقفا من العطش، ولكنه لا ينحني طلبا للماء ويقصدون به أنه لا يترجى ولا يطلب الإنقاذ، ولكن الحقيقة أننا لا نعرف إذا كان الشجر قد مات بسبب العطش أو بسبب آخر لا نعلمه، وقد لا يصل إلى معرفته إلا المتبحرون في علم النبات، فهناك مئات النخيل ماتت ونحن نسقيها يوميا. متابعة قراءة الرغوه
خازوق دقّ ولن يقلع
أبو سليم من قرية “راجعين” قضاء احدى مدن فلسطين ال 48 كان عمره عشرون عاما عندما احتل الصهاينة بلاده – وأجبر مثل الكثير من الفلسطينين على النزوح من قريته “راجعين” الى مناطق الضفة الغربية او ما يعرف بفلسطين ال67 – فسكن وزوجته في بيت صغير مع امه وابيه واخوانه العشرين معتقدين انها اياما وربما بضعة اسابيع وسيعودون الى قريتهم “راجعين” فالعرب لن يقفوا مكتوفي الايدي على احتلال أرض فلسطين , وكان في كل يوم يقول لزوجته حتما سنعود يوما الى قريتنا ونأكل من بيارات البرتقال والليمون ومن شجر الزيتون اللي زرعهم جدي اسماعيل… اه يا ام سليم كم اشتقت لقريتي وكم اشتقت لبحر يافا ولهواء اللد وحيفا ولتراب الرملة. ومرت الايام والسنين وما زال ابو سليم ينتظر العودة وبدأت حرب ال 56 فقال لزوجته يا أم سليم ضبي اغراضك وجهزي حالك كلها ايام وراجعين وراح يقضي جمال عبدالناصر على اسرائيل وراح ننتصربهذه الحرب وينتهي الاحتلال وتتحرر بلادنا ونعود لقريتنا ونفلح أرضنا.. ولكن بالرغم من انتصار مصر ولكن حقيقة هذه الحرب أن العدو هو الذي أحرز نصرا باستلائه على قطاع غزة وسيناء, غضب ابو سليم وقال في نفسه ما بضيع حق وراه مطالب واحنا على حق ولازم في يوم ترجع فلسطين ونرجع لقريتنا
” راجعين”… ورُزِق ابو سليم اثناء فترة لجوئه ونزوحه بيعقوب واسماعيل و خليل وابراهيم ويحي وعمران وحنين وغربة وجنين وعسقلان وزهرة المدائن وآخر العنقود كان توأم عيسى ومريم .وقال يا ام سليم ان شاءالله أولادي وبناتي يتربوا ويكبروا في قريتي ” راجعين”.ومرت الايام والسنين وبدات حرب ال 67 وقال يا ام سليم هاي المرة ما راح تسلم الجرّة, اكيد راح نهزم اسرائيل ونجبرهم يرحلوا عن بلادنا ونرجع احنا وأولادنا ,ولكن انتهت الحرب بسقوط كامل لفلسطين من غزة الى قبة الصخرة والقدس الشرقية وضاعت فلسطين وزاد عدد اللاجئين والنازحين فتهجّر اكثر من نصف الفلسطينيين الى الاردن ولبنان وسوريا وانتشروا في بقاع العالم وما زال يحلم ابو سليم بالعودة الى قريته “راجعين ” ويأكل من بيارات البرتقال ويفطر على خبز الطابون مع الجبنة وزيت الزيتون.
متابعة قراءة خازوق دقّ ولن يقلع
آفة التمييز العنصري
عرفت العنصريّة منذ أزمانٍ بعيدة، وكانت جذورها متأصّلةً منذ خلق الإنسان على الأرض، وتعدّ العنصريّة من الأمراض التي تخلّلت في مجتمعاتنا، وسبّبت الكثير من الحروب، وفرّقت بين الناس,وهناك مفهوم للعنصرية بشكل عام وهوا : تعبّر العنصريّة عن السلوكيّات والمعتقدات الّتي تعلي من شأن فئة وتعطيها الحق في التحكّم بفئةٍ أخرى، وتسلب حقوقها كافّة كون الفئة الثانية تنتمي لعرق أو دين ما وأول من نادى بها هو إبليس عليه لعنة الله تعالى حيث قال: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {ص:76}.
متابعة قراءة آفة التمييز العنصري
لنتأمل في حالنا الخليجي
خروج إيران من العقوبات الدولية ودخولها سوق التصدير النفطي بكل قوتها يسكب الملح على الجرح بدول مجلس التعاون، حين تغرق في سيول زيادة إنتاجها مع عدم وجود طلب بسعر مناسب لسلعتها اليتيمة، لكن على الجانب الآخر من صفحة التشاؤم يمكن أن نتفاءل قليلاً مثلما صرح مسؤول عماني بأن رفع العقوبات سيحقق نوعاً من أجواء السلام في منطقتنا الملتهبة، فالمعتدلون بالجمهورية الإيرانية مثل رئيس الدولة روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف سيكونون في مركز أفضل أمام قوى التشدد مثل الحرس الثوري ولجان ثورية دينية عدة، بعد أن أثبتوا رجاحة سياستهم في مواجهة المتشددين، واستطاعوا إخراج الدولة من لائحة العقوبات.
متابعة قراءة لنتأمل في حالنا الخليجي
مبروك للجار الإيراني
بعد رفع العقوبات عن إيران (يبدو أنها فرحة ما تمت، بعد الحديث عن استمرار العقوبات بسبب الصواريخ الباليستية)، أستطيع أن أقول للشبان الإيرانيين، بملء حبر قلمي: مبروك أيها الجيران الأكارم، كانت دولتكم منشغلة فقط بلبنان وسورية والبحرين واليمن والعراق والكويت ومصر وبعض الدول العربية، والآن يبدو أنكم، بعد إعادة أرصدتكم المجمدة، ستنشغلون بدول أميركا اللاتينية، وإقليم حوض الأمازون، فالميزانية تكفي لذلك وتفيض.
ونصيحتي، في حال أرسلتكم قوات الباسيج إلى هناك، أن تختاروا بوليفيا، فالشعب البوليفي شعب سمح إلى أقصى درجات السماحة، ولديه مساحة كبيرة من الحرية الجسدية والملابسية. الشعب البوليفي بالذات “فالّها ع الآخر”، إلى درجة أن البرازيليين يفاخرون بطبيعتهم المحافظة بالمقارنة بالبوليفيين! أي والله، تخيلوا.
متابعة قراءة مبروك للجار الإيراني
عجز الميزانية.. والقرار الضائع!
كانت التوقُّعات تتحدث عن ارتفاعات قياسية في أسعار النفط، تشير إلى احتمال بلوغها 150 دولاراً للبرميل، وقد تعدت أسعار النفط فعلا الـ100 دولار قبل 7 سنوات، وظلت مستقرة عند معدل الــ90 دولاراً، حتى قبل 3 سنوات، وقد حققت الميزانية وفراً مالياً مجزياً في تلك الفترة، رحلت مبالغ منه لاحتياطي الأجيال، وتحسب تلك الخطوة لوزير المالية الأسبق مصطفى الشمالي، كما بددت مليارات حينها، غالبا، لإنفاقات أو مصروفات غير ذات جدوى، تمثّ.ل بذخاً وإسرافاً بلا رؤية أو تخطيط، بل وبلا حسن تدبير، على الرغم من النداءات المتتالية للاستفادة من مرحلة الوفرة لأوقات العجز، لكن «عمك أصمخ»! ودخلت الحكومة وبعض أعضاء مجلس الأمة في سباق الصرف ربما لشراء الولاءات واسترضاء الناس؛ طمعاً في سكوتهم عن النقد وتلهية لهم في حياة الترف المادي، وهو ـــ برأيي ـــ قصر النظر المفرط لدى الحكومة ومجلس الأمة آنذاك، فتوالت مسلسلات الكوادر وزيادة المرتبات وتفريخ مؤسسات حكومية جديدة وزيادة الإنفاقات الاستهلاكية، وكأن هناك من كان يوزع تركة البلد تمهيدا لتصفيته، وتسابقت الحكومة مع المجلس بمشروعات القوانين التي تمنح وتهب وتوزع الأموال بمشاريع واقتراحات هزيلة تورث سلوكا تبذيريا واستهلاكيا جديدا على ما سبق من سلوكيات أضرت البلد، حتى انني كتبت أنه لا يجوز من الناحية الدستورية أن تكون اقتراحات قوانين الأعضاء مزايا أو عطايا أو إعفاءات مالية للناس؛ لأن تلك قاصرة على الحكومة من جهة، ولا يجوز أن تتم بالتحايل على قانون الميزانية، ولكن مرة أخرى «عمك أصمخ»!
وها نحن الآن نعيش مرحلة العجز المخيف بعد أن انخفض سعر برميل النفط لـ20 دولارا، وهو بهبوط درامي وسريع، وفجأة بدأت تتكلم الحكومة عن ترشيد فعلي لإنفاقاتها وتمكّنت من خفض الميزانية 4 مليارات، مما يعني أن رصدها من البداية لم يكن جديا ولا مدروسا، كما تتحدث عن تخفيض الدعوم، وربما فرض ضرائب، وكذلك رفع أسعار استهلاك الكهرباء، لكن الحكومة حتى اللحظة لم تتصرف بما يليق بها ومسؤوليتها، فقرارها رغم الظروف المالية الخانقة لا يزال تائها، فأين مشروعها الاقتصادي لمعالجة الحالة الراهنة؟! كيف ستحافظ على أسباب المعيشة الطبيعية للناس، ومن دون أن تمس أصحاب الدخل المحدود والمتوسط، وتنجح في تقديم نموذج اقتصادي بآلية فعالة في ضبط هدر المحروقات وحلها بأسعار وفقاً لنظام الشرائح؟ وكذلك الشأن لرسوم الكهرباء، وفي فرض الضرائب ومراجعة الرسوم، وكسر احتكار الأراضي بفرض رسوم عليها وعلى عوائد الإيجارات، فهناك حلول فعالة تتوافر فيها العدالة والشفافية لا تحتاج الى عقول لتبتدعها ولا لدراسات لتبررها، إنما فقط الى قرار لتطبيقها، ويتزامن معها إلغاء كل مظاهر الإنفاق والبذخ بالمصروفات من أعلى المستويات لأدناها.