في غالبية الدول العربية تدير السلطات السياسية بضعف واضح عملية التعامل مع العقبات التي يفرضها الواقع كالزيادة السكانية المتنامية، وتكدس الناس في المدن، وانتشار التعليم ومشكلات الاقتصاد والبطالة، ثم البنى التحتية والتعليمية والصحية وأزمة الإسكان. لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات تراجع العدالة وتفكك أيديولوجية النظام الأخلاقية (سواء كانت دينية أم قومية أم خليطاً) والتي تستند إليها لتبرير دورها وحكمها. يقع هذا في ظل تآكل دور الأجهزة التشريعية والقضائية بل والتعليمية العربية. فمع استثناءات عربية قليلة، تغيب الرؤية الإستراتيجية وأصبحت السلطات السياسية في أفضل الحالات تعبر عن نفسها عبر ردود فعل تؤكد ندرة التخطيط والانهماك في المفاجآت. إن مأزق العرب الراهن يتلخص في عدم القدرة على إنتاج المعادلة التي تنمي وتطور وتفعل وتعدل في الوقت نفسه. متابعة قراءة عن حاجة النظام العربي إلى تطوير نفسه
اليوم: 28 يناير، 2016
وانفخ ياشريم…
بعد تقرير ديوان المحاسبة عن “تجاوزات” (نعت مخفف للفساد) العلاج بالخارج، حين بعثت وزارة الصحة أكثر من 6500 حالة علاج سياحي في الخارج، وبعد تقدم بعض النواب باستجواب لوزير الصحة، وكان استجواباً “ماله راس ولا كرياس”، أي بلا نتيجة، ومؤطراً على الطريقة الحكومية بتشكيل لجنة تحقيق فنية لقبر أي موضوع “تجاوز” (فساد للتأكيد)، وانتهى الاستجواب بحل “تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي”، يعني أيضاً بلا نتيجة، وبعد أن نبه سمو الأمير عن الفساد في العلاج بالخارج، وجد مجلس الوزراء (حسب مصدر الجريدة) الحل السحري لإنهاء وغلق ملف “التجاوزات” (الفساد) العلاج في “ريجنت بارك”، ومن على شاكلتها، بأن قرر إنشاء لجنة من ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والصحة لتنظم حالات العلاج بالخارج! متابعة قراءة وانفخ ياشريم…
شيطنة الربيع
نعيش هذه الأيام الذكرى الخامسة للربيع العربي، الذي استعاد شيئا من الأمل عند الشعوب العربية بمستقبل جديد مشرق، وكان صدمة لكثير من الأنظمة العربية المهترئة والمترهلة، وتوابعها الذين كانوا يعتقدون أنهم باقون إلى أبد الآبدين، ولم يتصوروا إمكانية أن السقوط بهذه السهولة، لكن تبيّن أن تلك الأنظمة كانت تعيش خارج الزمن، ولم تستطع مسايرة التطورات الفكرية والتقنية للجيل الجديد، فاهتزت عند أول مواجهة مع هذا الجيل.
أربك الربيع العربي تلك الأنظمة وتوابعها شيئا من الوقت، لكن سرعان ما استطاعت أن تستوعب الصدمة، وترتب صفوفها، وتشكل تحالفات جديدة تضم بقايا الأنظمة الساقطة، والأنظمة التي تخشى على نفسها من أن تصلها موجة التغيير، بالإضافة إلى التيارات السياسية والمتنفذين الذين تضرروا من الربيع العربي ونتائجه التي جعلت الإسلاميين في صدارة المشهد وفق استحقاقات انتخابية شهد العالم بنزاهتها، فعادت تلك الأنظمة وتوابعها وحلفاؤها الجدد إلى المشهد والصدارة من خلال الثورة المضادة، وبصورة أكثر شراسة مما كانت عليه من قبل. متابعة قراءة شيطنة الربيع
تنصيب ملك على المريخ
طلبت من صديق أن نختبر قدراتنا على التفكير المسبق بالمستقبل (استقراء المستقبل)، ووضع فكرة أو عمل يتوافق مع ذلك الاستقراء المستقبلي، لنقيس من خلاله قدرتنا على التفكير المستقبلي، وإمكاناتنا بأن نجاري تفكيرنا المستقبلي.
عقدت العزيمة، بعد أن توكلت على الله، أن أقوم بهذه الرياضة الذهنية، وفي نيتي أن أعطي نموذجاً على قدرات الإبداع التي أنعم الله بها علينا، التي هي بداخلنا، لكننا لا نمنح أنفسنا فرصة انبثاقها، أو نتراجع أمام غياب التشجيع والإحباط الذي يسود حولنا، وهو ما يقتل الإبداع ويولد عدم الثقة بقدراتنا. متابعة قراءة تنصيب ملك على المريخ
كلمة حق
اختلفنا كثيراً ــ ومازلنا نختلف ــ مع مرزوق الغانم في الكثير من المواقف، فهو يترأس مجلساً قاطعته قوى المعارضة السياسية في البلد، ولا تستقيم الممارسة الديموقراطية من دونها، بل لا يتوازن النظام السياسي بوجودها خارج البرلمان، لعل هذا سبب ما نشاهده من تعثر المجلس في ممارسة دوره الرقابي، وفي افتقاره الى البعد الشعبي!
كما اننا نختلف مع الاخ ابي علي في العديد من المواقف السياسية له، كرئيس لمجلس أقرّ العديد من القوانين التي تقيد الحريات، ولعل موقفه من موضوع الخلية، وما يشاع عن الدور في موضوع انسحاب نواب الشيعة من تلك الجلسة، يجعل الفجوة بيننا وبينه كبيرة! متابعة قراءة كلمة حق
الشريك
أعتقد أن “الجماعة” تجاوزوا مرحلة بالونات الاختبار في المسائل الكبرى، مثل “رفع الدعوم” وإشراك المواطنين في تحمل أعباء سياسات خاطئة لم يكن لهم دور فيها، لأن رهانهم قائم على سببين: الأول هو “الصمت الشعبي المضمون”، والثاني هو عالمية أزمة انخفاض أسعار النفط.
في الرهان الأول اختبروا صمت الناس المنشغلين بحروبهم الطائفية وتصفية حساباتهم العنصرية، ووجدوا التأييد والالتفاف والدعم والسمع والطاعة، وفي الرهان الثاني استعملوا مسطرة خاطئة لقياس الإجراءات التقشفية في بلدان تفتقر إلى خصوصية “الرأي الآخر”، وتجاهلوا حالة اليونان وما جرى فيها من تصدع كاد يودي بوحدة الاتحاد الأوروبي. متابعة قراءة الشريك
المتضائلون
أسوأ شعور ينتابني، هو شعوري عندما أقرأ لكاتب “كبير”، يتذلل بقلمه للسلطات العربية القامعة، ويحمّل الشعوب مسؤولية التدهور، ويبرئ الحكام، قبل أن يتلذذ بأطعمة موائدهم، وثمر بساتينهم، مستغلاً بذلك رشاقة قلمه، وشهرته، ومعرفته بتفاصيل لحم الكتف.
كنت أتمنى أن أشاهد وجهي وأنا أقرأ لهؤلاء “الكبار”. صدقاً كنت أتمنى أن أشاهد القرف كيف يظهر على ملامحي، والازدراء كيف يرسم خطوطه على عيني وشفتي، وكيف تكون ردة فعلي على كل مقالة لزجة أقرأها لكاتب كان كبيراً فأصبح لزجاً، مطاطياً، بلاستيكياً، مقرفاً، طفيلياً يمتص الدماء. متابعة قراءة المتضائلون
أفكار سروش
يعتبر حسن دباغ، الشهير بعبدالكريم سروش، من أكبر مثقفي إيران. تلقى سروش تعليماً جيداً، والتحق بجامعة لندن، وحصل على الدكتوراه في الكيمياء، وفي مرحلة تالية تبحر في الفلسفة، وأصبح قريباً من علي شريعتي، أحد فلاسفة الثورة الإيرانية.
اشتهر سروش بغزارة إنتاجه، حيث عالج النظريات الماركسية وفلسفة العلم، وأصدر أهم أعماله «المعرفة والقيمة» وكتاب «ما هو العلم، ما هي الفلسفة»، وفي عام 1989 كتب مقالات «القبض والبسط للشريعة»، التي أثارت جدلاً بين مؤيدين ومعارضين، استمد أفكاره فيها من المبادئ الصوفية، معتمداً على المذهب الكانتي Kant، ساعياً لإبراز خاصية التحول والتغير التي تميز المعرفة البشرية، ومن ضمنها المعرفة الدينية. فهو يرى أن الأجزاء المختلفة للمعرفة البشرية هي في تعاط مستمر في ما بينها. وعندما يأخذ الإنسان والكون وجهاً آخر، فإن المعرفة الدينية تأخذ معنى جديداً أيضاً. وهو يقول إن نظريته تعتمد من جهة على الفكر الديني التقليدي، وتأخذ بنظر الاعتبار أيضاً مكتسبات الفكر والمعرفة البشرية. وبالتالي، فهي منهج وطرح عصري للدين. وإن التحوّل والتطوّر في المعرفة الدينية ليسا ناجمين عن المؤامرة والخيانة ووسوسة الشيطان، بل من لزوم التغييرات القهرية في الكون، وحركة الذهن، وسعة استيعاب الفهم، وطموحات الفكر وتطلّعات الروح البشرية المعادية للجهل. وبالتالي، فإن تهمة سروش الرئيسية تتمثل في الدعوة إلى الأخذ بالمناهج العلمية الحديثة في تكوين المعرفة الدينية. وهنا ينطلق سروش من مبدأ بشرية المعرفة الدينية فهي «بناء إنساني يتطور بالضرورة وباستمرار، بحسب الفهم المتغير للعالم، فبينما لا يتغير الدين في حد ذاته يتغير الفهم الإنساني له والمعرفة المرتبطة به. فالمعرفة الدينية ليست إلهية من منطلق الموضوع الديني الذي تعالجه ولا يسوغ أن نخلطها والدين في حد ذاته». لأجل ذلك يسعى سروش إلى «كشف أوليات الفهم الديني وكيفيته، وتوضيح أوصاف المعرفة الدينية بالنسبة إلى سائر المعارف البشرية وتحديد العلاقات القائمة بين المعرفة الدينية والمعارف البشرية، وأخيراً توضيح سر تحول المعرفة الدينية وثباتها تاريخياً». وهو في ذلك يهدف إلى محاولة وضع معنى النص الديني في أفق الفهم التاريخي المتحول. كما يهدف، وهذا هو الأهم، لأنسنة الدين، بمعنى جعل الدين من أجل الإنسان، وتأكيده على ضرورة فرض المعرفة الجديدة بالإنسان والمجتمع والطبيعة على من يتصدون لصناعة المعرفة الدينية، وإنه إذا تعرضت المعارف البشرية غير الدينية للقبض والبسط، فلابد أن يتعرض فهمنا للشريعة إلى القبض والبسط أيضاً، أحياناً بصورة ضعيفة وخفيفة، وأحياناً بصورة شديدة وقوية».
اشتغل سروش كضيف محاضر في هارفارد وبرنستون ومعهد برلين العلمي، وله مقابلة شهيرة مع مجلة زمزم الهولندية، المتخصصة بقضايا العالم الإسلامي، وضح فيها بعض أفكاره، والتي ترجمت للفارسية، وأثارت جدلاً واسعاً في إيران، وعلّق عليها كثيرون، ومنهم مرشد الثورة علي خامنئي.
الكف الاحمر في بحر الكويت
ذكريات الطفولة البريئة كلها جميلة, وتذكرنا بمغمارات اللعب ليل نهار وأهم ما فيها انها تجعل السعادة تتسلل الى قلوبنا غلسة لتبعدنا عن متاعب الحياة التي تزداد مع ازياد العمر وكأننا نكبر ليكبر الهم والغم معنا .
وذكريات طفولتي الجميلة مرتبطة بالكويت وبحرها عندما كان يأخذنا الوالد يوم الجمعة الى شاطيء البحر لنسبح ونعانق امواجه ونلهو بالتقاط صدفاته المرمية على رمله المبلل . لم أكن المح أو أشاهد احدا غير اسرتي هناك وكأن الشاطيء ملك خاص لنا,.. كان والدي يأخذ المنقل ” الدوة” واللحمة ليعد طعام الشواء على صوت ام كلثوم وهي تغني وكانت امي تجلس على الحصيرة مع الارجيلة وتردد مع سيدة الغناء العربي “القلب يعشق كل جميل “… كنت كلما سمعت صوت الست اتذمر واقول في نفسي كم صوتها مزعج واستغرب انسجام امي لها… طبعا للسن احكام … وبما أنني اًصغر اخواني سنا او ما يسمى اخر العنقود كانت امي دائما تطلب منهم أن ينتبهوا عليّ عندما أدخل البحر لاسبح معهم ولم يكن يعجب اخواني ذلك الامر ابدا ،فاختلقوا شيء ما ليخفوني فيه ونجحوا به وهو الكف الاحمر . وفي كل جمعة نذهب الى البحر يخرجوا الكف الاحمر ليخوفونني به مدعيين أنه يقتل صغار العمر عند دخولهم البحر خاصة من لا يحسن العوم فكانت النتيجة طبعا ان أجلس بجوار امي طول اليوم فقط اناظر اخواني وهم يسبحون ويعانقون امواجه. متابعة قراءة الكف الاحمر في بحر الكويت
تفافيخ كويتية
في كل حفل أطفال مهما بلغت أهمية المحتفلين، سواء كانوا من علية القوم أو من الناس البسطاء، لا بد أن يكون هناك ما يسمى باللهجة الكويتية «تفاخيات» مختلفة الأحجام ولمن لا يعرف لهجتنا، فالمقصود بها هي ما يطلق عليها «بالونات هوائية».
سابقا كان نفخ تلك التفافيخ مهمة ليست بالبسيطة لأنها تنفخ عن طريق الفم مما يتسبب في كثير من الأحيان بمشكلة في الحنجرة، ولكن الوضع تغير الآن وأصبح أسهل بكثير من السابق بسبب وجود أجهزة نفخ حديثة وفي متناول الجميع. متابعة قراءة تفافيخ كويتية