في الماضي كانوا النواب مثالاً للأخلاق ، وكنا نشتاق إلى رؤيتهم في المحافل ، ونفتخر بالنائب الذي يمثل دائرتنا بكرم أخلاقه وتواضعه .
اليوم ظهرت ثقافة برلمانية جديدة تماماً ومختلفة لا نعرفها ولم نعتد بها في المجالس السابقة ، سباب وشتائم وألقاب وكلمات لا أعرف من أين صدرت لنا ، وبحضور رئيس الوزراء والحكومة وفي بعض الأحيان بوجود سفراء وضيوف وممثلين للدول الشقيقة والصديقة !
رئيس مجلس الأمة مناط به دور أكبر من دوره التشريفي ، وبالدرجة الأولى الحفاظ على القواعد البرلمانية الرئيسية وتطبيق القانون على جميع النواب بلا إستثناء ، ومن أهمها تحذير النائب وتنبيهه إن تجاوز حدود الحديث والإحترام ، ومن ثم حرمانه من الحضور .
قاعدة تطبق على المواطن فقط وهي ” من أمن العقوبة أساء الأدب ” ، لم لا تطبق العقوبة على المشرع الذي أمن العقوبة وتجاوز كل الخطوط الحمراء وأساء الأدب البرلماني ، ونحن كمواطنين لا نقبل أن أبناءنا الذين يتابعون جلسات مجلس الأمة يستمعون إلى هذه الألفاظ البذيئة التي تصدر من قبة البرلمان ، وإذا كانوا النواب أنفسهم يقبلون بهذا النوع من الحديث على أبناءهم ونشر هذه الثقافة بينهم ، فنحن كمواطنين لا نقبل أن ننشر ثقافة قلة الأدب لأبناءنا ، وهذه الرسالة نتمنى أن يفهما بعض النواب من تجاوز أسلوب الثقافة البرلمانية ، وأستخدم أسلوب الشتائم وقلة الأدب !
الإصلاح يأتي من قمم الجبال ، وأنتم القدوة لهذه الأمة ، وهذا ما نعرفه ، والمواطن ينتظر الكثير ، وعقارب الساعة تجاوزت سرعتها الطبيعية ، والأخطار كثيرة ، وأنتم في سبات عميق ، وعليكم يا من تمثلون الأمة أن تكونوا القدوة الحسنة ، وما يحصل تحت قبة عبدالله السالم ينعكس مباشرة على الشباب !
وأما قانون التأهيل النفسي للمتزوجين قبل الزواج ، أعتقد أن حان الوقت لتطبيقة على النائب قبل دخولة البرلمان ، وتدريبه جيداً وتأهيله على القيم الأخلاقية والأصول والأعراف الكويتية الأصيلة ، ليعرف كيف يتعامل وكيف يتحدث قبل التشريع !
والله المستعان …