هناك بصيص نور يتوهج قليلاً من تلافيف الظلام القادم مع تدهور اقتصاد الدولة، كأن نقول إن المواطن، بصفة مجملة، يصبح أكثر حصافة وجدية في علاقته مع الدولة، وفي حياته وسلوكه الاجتماعي. من جهة “الدولة” أو السلطة ستخف السلبية واللااكتراث حين يعرف هذا المواطن بعض الأخبار عن حكايات الهدر والتلاعب في الأموال العامة، فلا يقول لنفسه “شعلي أنا”، أي لن يعنيني إن وقعت صفقة بمليارات الدنانير وفيها عمولات فلكية للوجوه المقررة في دفاتر العمولات والمناقصات الرسمية، أو لا، فالمهم أن راتبي مضمون ودعم “الماجلة” وبقية الخدمات مستمر! يفترض أن يفتح هذا المواطن عينيه محدقاً على مواقع الزلل الرخوة، وتصغر عنده بالتالي الذات النرجسية، بعد الحالة السلبية التي كان يحيا بها في الماضي، وهي نتيجة طبيعية (أقصد السلبية واللااكتراث) نحو الشأن العام والوضع الريعي في الدولة، فأيام البحبوحة، كانت السلطة تعطي هذا المواطن الهبات والمنح من باب سياسة شراء الولاءات وضمان الصمت، فيتبلد وعيه، ففي الكويت أو أي دولة يمكن أن تكون ثرية بصدفة الثروة الطبيعية لا تطلب الدولة شيئاً من المواطن غير الطاعة، فشعار “شيبون بعد” كان مهيمناً في علاقة الدولة مع الفرد، وهي علاقة حاكم ورعية، وليست علاقة تبادلية تقوم على أساس أن مصدر السلطة ذاتها هو إرادة الشعب، فالسلطة ليست بحاجة إلى المواطن، وبالتالي تتفرد بكل قراراتها، ولا تتوقع رد الفعل المحاسب المناسب. متابعة قراءة هناك بصيص نور ووعي
اليوم: 24 يناير، 2016
معالجة العجز ليست بالضرائب
أي حكومة في العالم إذا أرادت لقراراتها أن تطبق، فلا بد أن يكون الشعب مقتنعاً بها، أمّا إن كان الشعب لا يرى جدواها، أو غير مقتنع بسلامتها، فإنها ستظل حبراً على ورق، وسيجد المواطن ألف طريقة وطريقة للالتفاف حولها والتلاعب في تنفيذها!
هذا بالضبط ما يحدث في الكويت هذه الأيام. الحكومة تريد أن تعالج تداعيات هبوط أسعار النفط وعجز الميزانية، وذلك بفرض ضرائب ورفع أسعار ووقف الدعم، وهذه الإجراءات ـــ مع أهميتها ـــ إلا أن الشعب يرى الأمور من زاوية أخرى، فهو يرى أن هذه الإجراءات لن توفّر للميزانية إلا القليل peanuts، بينما الوفر الحقيقي يجب أن يكون بوقف الهدر المكشوف للعيان في مجالات عدة. متابعة قراءة معالجة العجز ليست بالضرائب
«داعش» أخطر بكثير من إسرائيل!
إنشاء تنظيم داعش الارهابي اخطر واضر على العرب والمسلمين من انشاء اسرائيل التي لو سُلم ملفها منذ البدء لحكيم بيننا كحال مانديلا بدلا من تسليم امورها للثوريات عالية الاصوات مشبوهة الدوافع ومنعدمة الانجاز، لتم الوصول لتفاهمات تبقي الفلسطينيين في ارضهم ولربما يصبح بلدهم جنوب افريقيا الشرق الاوسط اي بلدا متقدما يضرب به المثل في التسامح بين الاديان والمذاهب، عموما نتج عن مأساة فلسطين عند حدوثها عام 1948 هجرة بضع مئات الآلاف من اللاجئين وخسارة اراض تقارب مساحتها 20 الف كلم2. متابعة قراءة «داعش» أخطر بكثير من إسرائيل!
حبيبي يا عيني
كنت أظن أن هذه النوعية، من الناس الغلابه، انقرضت، إلى أن صعقني أحد الأصدقاء بأحاديث أضحكتني إلى حد البكاء، عندما قال: “لعل انخفاض أسعار النفط خيرة، ولعل الحكومة ستبدأ رحلة التقشف، ويقل الفساد، وتتوقف السرقات، والهبات، ومحاربة الثورات، ونفخ الأرصدة البنكية للنواب، ووو… وتعود الكويت كويتاً”.
من سوء الحظ، كان حديثنا عبر الهاتف، وإلا كنت وضعت يدي على جبهته لأتفحص حرارته، لعله مصاب بحمى، أو مس، أو داء الديك الرومي، أو لعله ورث عقليته الجبارة وقراءته العميقة للمستقبل من العلامة اللمبي، أو لعل أحداً وضع في فنجان قهوته ما يُذهِب العقل ويجلب الهبل. متابعة قراءة حبيبي يا عيني
غير علينا غير
ليس من الصعب تخيل شكل الحياة وطبيعتها في الكويت قبل مئة عام. فالصور والمؤلفات وكتب الرحالة، الأجانب بالذات، والأشعار التي تضمنت وصفا ما البيئة ونوعية الحياة في تلك المرحلة، تكفي لخلق تصور واضح عن صعوبة الحياة ونقص الخدمات، وشظف العيش، وانعدام الرعاية الصحة، وصعوبة التنقل، مع انتشار الأمراض وندرة المياه الصحية، وغياب تام للطعوم المضادة للأوبئة الفتاكة، وانتشار الأمية. وربما كانت «واحة» مستشفى «الإرسالية المسيحية الأميركية» هي الاستثناء، حيث كانت تتوافر فيها اشياء كثيرة يفتقدها المواطن العادي أو لا يعرف عنها. كل هذه الأمور جعل متوسط حياة الفرد في المنطقة لا يتعدى الخمسين عاما بكثير. كما كان الجميع تقريبا يشكون من مرض أو اكثر، وهذا دفع الكثيرين لمحاولة العيش في مناطق اخرى ، كالبصرة والهند وغيرها، إما بحثا عن فرص العمل والتجارة، او هربا من قسوة الحياة.
وبالتالي من الغريب سماع من يردد، ربما دون إدراك، دعاء، «اللهم لا تغير علينا»، علما بان القاعدة القديمة، قدم البشرية، تقول ان دوام الحال من المحال! فلو لم تتغير علينا الحال، مثلا، ولم يخرج البترول من باطن أراضينا، لكنا لا نزال نقطع المسافات سيرا على أقدام، وغالبا حفاة. ولو لم تتغير الحال بنا لكنا لا نزال نتداوى بطب السلف، ولبقي متوسط حياة الفرد في مجتمعاتنا لا يتجاوز 45 عاما، ولم يصبح اليوم يتجاوز السبعين عاما بكثير. متابعة قراءة غير علينا غير
جابر المبارك والبيت الثاني
كثير من الشعراء في الوقت الحالي أو من الشعراء القدماء حاول وصف الرجال وكثير منهم قد اجاد بوصفه لهم من خلال رؤيته وحسب وجهة نظري الشخصية فان الشاعر خلف المشعان قد وضع وصفا رائعا يوضح الفرق بينهم بأسلوب السهل الممتنع حين قال في بعض ابيات قصيدته: متابعة قراءة جابر المبارك والبيت الثاني