عرفت العنصريّة منذ أزمانٍ بعيدة، وكانت جذورها متأصّلةً منذ خلق الإنسان على الأرض، وتعدّ العنصريّة من الأمراض التي تخلّلت في مجتمعاتنا، وسبّبت الكثير من الحروب، وفرّقت بين الناس,وهناك مفهوم للعنصرية بشكل عام وهوا : تعبّر العنصريّة عن السلوكيّات والمعتقدات الّتي تعلي من شأن فئة وتعطيها الحق في التحكّم بفئةٍ أخرى، وتسلب حقوقها كافّة كون الفئة الثانية تنتمي لعرق أو دين ما وأول من نادى بها هو إبليس عليه لعنة الله تعالى حيث قال: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {ص:76}.
وهي من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}،
ولكن للاسف للآن لم نتعلم من اخطائنا منذ الجاهلية ومازلنا للان نعاني من العنصرية البغيضة
لا يزال فيروس العنصرية مستشريا بأشكاله القديمة والجديدة، وإن لم يتم القضاء عليه سيظل يلوث حياة البشر وعلاقاتهم الإنسانية سواء على المستوى الدولي، أو الداخلي في الكثير من البلدان والمجتمعات”
وقضية العنصرية ,هناك أسباب عدة تسبب العنصرية ضد شيء ما لعل من أكثرها وضوحا هي الجماعات، عندما يصنف المجتمع إلى جماعات عدة، ويصنف المرء نفسه ضمن احدى هذه الجماعة، بالتالي سيتعلق بهذه الجماعة خصوصاً إذا كانت مشابهة له بالفكر والاعتقادات، لذا ستعطيه هذه الجماعة الهوية الاجتماعية، ومن ذلك سيشعر بأنه الأفضل وأن جماعته هي الأفضل من بين الجماعات الأخرى، فتشأ العنصريات بين جماعة وأخرى من هذا المبدأ.
مرحلة الطفولة لها دور كبير أيضا في تحديد الاتجاهات خصوصاً السلبية منها إزاء الجماعات الأخرى، وغالبا ما تتكون اتجاهات الطفل بسبب التقليد خصوصاً تقليد الاشخاص المهمين، لذا لا بد من الوالدين الحذر من التصريح بوجهات النظر العنصرية واختيار الكلمات المناسبة في وصف الآخرين خصوصاً من يشعرون بالتعصب ضدهم.
في الأونة الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة بين المجتمعات المسلمة بشكل واضح مع الأسف، مثل عنصرية المذاهب ضد بعضها، وتعصب الطبقات الاجتماعية ذات السلطة ضد الجماعات الأخرى، فالآن أصبح المجتمع الكويتي ينظر إلى شهادة المرء، وإلى ماله، وأصله ولونه وجنسه، وكلما زادت هذه النظرة زاد التعصب والعنصرية، وبالتالي سيشعر صاحب الشهادة العالية بالتميز ومنها سينبذ من هم دون مستواه و ادنى من تحصيله الدراسي خصوصاً إذا كان جميع أفراد المجتمع في صفه ومن هنا تنشأ العنصريات وتزداد وقول الامام علي عليه السلام: «تعصبوا لمكارم الأخلاق ومحاسن الفعال»، كذلك قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم: «من تعصب أو تعصب له فقد خلع ريق الايمان من عنقه»، وفي النهاية إذا كنت مسلما بما تحمله الكلمة من معنى يجب ألا تنسى ان الاسلام واضح بشأن التعصب والعنصرية فقد ذمه بأشد ما يوصف، ولنرتق بعقولنا وافكارنا إلى أمور اهم من توافه الحياة.