اذا كان دينك الإسلام وتشهد أن لا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتؤدي واجباتك الدينية المكلف بها من الله سبحانه، وقلبك مطمئن، وتملك راحة البال في دنياك، وتؤدي كل الطاعات باخلاص لله وحده لا شريك له، وهدفك الرئيسي هو الفوز بفسيح جناته.
أسئلتي: اذا كانت هذه نيتك طاعة الله والفوز بالجنة.. هل الله عز وجل طلب منك ان تصلح كل العالم على منهجك الذي تراه انه صحيح؟! هل الله سبحانه كلفك بأن تجعل كل العالم مسلمين على طريقتك؟! هل الله سبحانه يريد منك ان تجعل حتى المسلمين يتبعون مذهبك الذي انت عليه بالوراثة وليس بالبحث؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تنشر الكراهية والطائفية البغيضة بين الناس لمجرد اختلافات دينية ومذهبية وعقائدية حتى تنتهي بالاحقاد والقتال؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تقتل الذين لم يسلموا أو الذين ألحدوا أو حتى من عبدوا غير الله؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تشتم رموزا دينية مقدسة لدى من تختلف معهم مذهبيا؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تحاسب الناس على اعتقاداتهم نيابة عنه حتى يصل الحساب لسفك الدماء؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تكفر الناس على مزاجك وتبشرهم بأنك من الفرقة الناجية؟! هل الله سبحانه طلب منك ان تنتمي لأحزاب دينية سياسية تتاجر بالدين لكسب رضاه؟! هل الله سبحانه أمرك بتغيير العالم على نهجك حتى لو كان الثمن انهيار المجتمعات بالدمار والهلاك والقتل والتشريد؟!
بعد كل تلك الأسئلة التي أود أن اتركها لكم للإجابة عليها مع ضمائركم، لابد ان اذكركم بكلام الله سبحانه، لعل الذكرى تنفع المؤمنين، قال الباري في محكم كتابه (لكم دينكم ولي دين)، قال سبحانه (لا إكراه في الدين)، وقال الله (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)، وقال تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وقال سبحانه «فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر»، وقال الرحمن «ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)، وقال العظيم (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)، وقال سبحانه (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، وقال الغفار (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل)، وقال تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).
بعد كلام الله، أود أن اسألكم أيها العقلاء بكل أمانة، هل صفات من يدعون للكراهية والطائفية البغيضة والشتم والقتل، وتقسيم المسلمين الى فئات منهم يتم تكفيرهم لاسباب خلافية، ومنهم يفضلون الصهاينة على من يشهد الشهادتين، اكرر هل هؤلاء المتطرفون من كافة الفرق المختلفة ولا استثني احدا، هم حقا يتبعون الله سبحانه أم يتبعون الشيطان من دون ان يعلموا بحقيقتهم المرة؟!.
اصحوا من غفلتكم يا من تبحرون بتلك الصفات السيئة، فالله لكم بالمرصاد، اليوم امجادكم تنطلق امام الجهلاء وغدا حسابكم امام الله، فاتقوا الله، فاعلموا أن الانسانية هي طريقكم لطاعة الله والجنة.