لا أعتقد بأنه يوجد شخص سيخالفني الرأي عندما أقول إن جامعة الدول العربية هي أفشل وأتعس وأسوء ” فعل ” قام به العرب والمسلمون منذ 70 سنة الماضية ، فمنذ بداية نشأتها عام 1945 وهي تمر من فشل إلى فشل بداية من تخاذلها المريع وفشلها الساحق في حل قضية العرب الأولي فلسطين المحتلة ، وامتدادا إلى قضايا العرب المتعلقة بالإنقسامات الكيدية والمفتعلة التي ملئت أمتنا العربية والإسلامية ، ومرورا بقضايا ثورات الربيع العربي التي أخذت حيز كبير من التدخلات الخارجية السافرة من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل في إشعال الفتن الطائفية وزرع المؤامرات الكيدية في الدول العربية وصب الزيت على النار في ثورات الربيع السوري والليبي والمصري والعراقي واليمني واللبناني وغيرهم من الدول التي لا يعلم حالها إلا الله .
فهذا الكيان ” الفاشل ” الذي يطلق عليه جامعة الدول العربية أسس على أن يكون أداة قوة وفخر للعرب والمسلمين في تحقيق طموحات الشارع العربي في جمع الشمل وتحقيق الوحدة العربية والمحافظة على أمن المنطقة ، وتوثيق الصلات بين الدول العربية ، والدفاع عن أي خطر يهدد إي دولة من دول الجامعة العربية ، ولكن للأسف أصبح اليوم أداة ضعف وفشل وغم لدول العالم العربي والإسلامي ، حيث أصبحت قراراته عقيمة ، ومختلة سياسيا ، ومطبوخة في البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية ، حتى أصبح هذا الكيان عديم الجدوى ، ويقف مكتوف اليدين حول قضايا الأمة العربية ، وأيضا يقف كالمتفرج الصامت فكل ما يستطيع فعله هو الشجب والإستنكار الأخرس والمعيب ، وذلك بسبب غياب دور المؤسسات الديمقراطية الحرة الفاعلة في الدول العربية والإسلامية في تقييم أداء الحكومات في السياسية الخارجية .
فعلا أصبحت الجامعة الدول العربية جسد بلا روح ، حيث تحدثت وثيقة للمخابرات الأمريكية صدرت منذ أكثر من 50 عاما حول الجامعة العربية وتقول الوثيقة ” إن النجاح الوحيد لجامعة الدول العربية إنها إستطاعت أن تنسق أراء الحكام العرب في قضية فلسطين ” ، ووصف كريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني الجامعة العربية بأنها ” الكثيرون يرون إنها لا علاقة لها بالواقع ، حيث إنها تعكس فقط أهواء الحكام العرب وليس أراء الشعوب العربية ، وإنها لا تستهدف سوى الحفاظ على أوضاع ما بعد الإستعمار ، فحتى القادة العرب لا يعبؤون بها في الغالب ” .