لماذا يحاول البعض قلب الحقائق الوطنية في الكويت؟ وما هدفه منها؟ هذا هو السؤال الذي يخطر ببال كثير من أفراد المجتمع الكويتي ويبحثون عن إجابته، وقبل أن أجيب عن هذا السؤال السهل جدا يجب أن أذكر لكم موقفا حدث قبل يومين فقط:
لقد كانت هناك مناشدات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للتبرع بالدية المطلوبة لعتق رقبة أحد المواطنين السعوديين وقد ساهم الأخ الإعلامي حامد الهاملي في بث تلك المناشدات من خلال حسابه الشخصي في تلك المواقع طلبا للأجر.
وقد اتصلت بالأخ حامد لأنه الأكثر نشاطا في تلك الحملة للتأكد من خبر اكتمال مبلغ الدية البالغ 50 مليون ريال سعودي، وقد أخبرني بأن الخبر صحيح وأن المبلغ المتبقي الذي يقدر
بـ 30 مليون ريال قد تبرع به شخص إماراتي، جزاه الله خيرا، وندعو الله أن يكون تبرعه عتقا له من النار.
كما أخبرني الأخ حامد بأن هناك كثيرا من الكويتيين قد ساهموا وتبرعوا طلبا للأجر، وأكد لي أن المتبرعين هم من جميع أطياف المجتمع، فقد قام بالتبرع أشخاص من السنّة ومن الشيعة ومن أبناء البادية وأبناء الحاضرة، ونحن بدورنا نشكرهم ونطلب من الله ألا يحرمهم الأجر.
مساهمة وفزعة الكويتيين من جميع الطوائف لشخص لا يحمل جنسيتهم ولا تربطهم به أي علاقة هو الإجابة عن السؤال في بداية المقال، فالذين يريدون نقل صورة أن الكويتيين متخاصمون ولا يوجد بينهم ود أو محبة، هم أشخاص يحاولون خلق صراع غير حقيقي ليتكسبوا به إما ماليا أو سياسيا، والمصيبة أن من يختلقونها ينصبون انفسهم حماة للمذاهب والفئات المجتمعية، وللأسف هناك من يصدقهم إما لنقص في عقولهم أو لمرض نفسي.
أدام الله فزعات الكويتيين والحب والتراحم بينهم، ولا دام من يختلق تلك المشاكل غير الحقيقية ليتكسب بها.