لم يشوه مصطلح سياسي كما شوه مصطلح «المعارضة» في عالمنا العربي ـ فمنذ بداية ثورات الاستقلال في القرن الماضي وصولا الى ثورات الربيع العربي الحالية، كان للممارسة الخاطئة والكارثية لمفهوم المعارضة الأثر السيئ في العقل العربي حيث ترسخ في قاموسنا العربي ان كلمة «المعارضة» هي الكلمة المرادفة «للعمل ضد النظام والإطاحة به»!
وبكل تأكيد سيترتب على هذا الفهم الخطأ ردة فعل خطأ متمثلة في رفض «المعارضة» لانها ستصبح عملا غير اخلاقي وغير شرعي ولا يمت للوطنية بصلة!
مازال المشهد نفسه مستمرا بفضل ممارسات «الثورجي» و«الديكتاتوري» العربي – فالمعارضون او الثورجيون لا يتركون مجالا للانتقال السلمي والتدريجي للسلطة عندما يكونون هم الاقوياء بل ينقضّون على النخبة الحاكمة السابقة وبعض طبقات المجتمع النافذة فيدمرونها – وفي المقابل يتشبث الديكتاتور العربي في السلطة حتى آخر جندي له!
حتى اصبح المعنى الحقيقي للمعارضة عند العرب هو «الثورة والانتقام والفوضى» – بينما في العالم الغربي حيث مهد الديموقراطية تعني المعارضة الاختلاف داخل النظام وليس على النظام نفسه – هي معارضة يعمل من خلالها الفرقاء للوصول للسلطة لتطبيق سياساتهم وتصوراتهم للمجتمع – كما تتركز المعارضة الغربية في عملها على نقد السياسات لا على نقد السياسيين انفسهم – فيكون الهدف من المعارضة مكافحة الفساد وليس الانتقام من فاعليه فقط!
ختاما – يبدو ان المعارضين العرب بحاجة الى ان يتعلموا ثقافة التسامح والعفو – وايضا على الحكام العرب ان يغيروا نظرتهم للسلطة – وان يكون شعارهم للمرحلة القادمة «قليل دائم خير من كثير منقطع»!