أكدت شركة أرامكو السعودية الحكومية، أكبر شركة منتجة ومصدرة للنفط في العالم، أنها تدرس خيارات مختلفة عبر الاكتتاب أو الإدراج في أسواق المال. وإن فعلت الشركة البترولية السعودية بتخصيص وتقسيم الشركة، فإنها ستكون فعلاً قد حققت نظرة واستراتيجية بعيدة المدى. وتكون قد حققت مدخولاً مالياً كبيراً للمملكة، وتخلَّصت من أنشطة قد لا تمثل صلب نشاطها الأهم والأكبر، ألا وهو البحث والتنقيب عن النفط الخام بأحدث التقنيات وأقل كلفة.
لكن ما الصناعات والأنشطة التي ستتخلص منها؟ من المؤكد ومن بعد الدراسات والخيارات والتي ستؤدي الى الاكتتاب العام بأن قطاع التكرير والمصافي والبتروكيماويات ومستشفى أرامكو والأنشطة الطبية الأخرى مثل بناء الملاعب الرياضية التي لا تمثل أساس وصلب نشاط أرامكو الا وهو تعزيز إنتاج النفط الخام واستمرارية زيادته بأدنى كلفة، ولتكون دائماً المنافس الوحيد والأرخص في إنتاج البرميل الواحد من النفط الخام. هذا هو صلب وهدف شركة أرامكو الآن ومستقبلا.
تمتلك «أرامكو» حالياً 10 مصاف لتكرير النفط داخل المملكة العربية السعودية، منها 5 مصافٍ بمشاركات خارجية مع شركات عالمية وإجمالي طاقة تكريرة يبلغ حوالي 2.100 مليون برميل في اليوم. بالإضافة إلى امتلاكها 4 مصافٍ خارجية بمشاركات محلية هناك في كل من الصين وكوريا واليابان والولايات المتحدة الأميركية.
وقد تنتهي لجنة التقييم باقتراح ببيع «أرامكو» حصتها في المصافي المحلية الى القطاع الخاص لتحل محلها بإدارة أرامكو، ولفترة ما. وقد تقترح أيضا التخلص من قطاع البتروكيماويات، خاصة أن القطاع الخاص السعودي قادر على إدارة هذا القطاع بالمشاركة مع الشركات الأجنبية الحالية العاملة في هذا المجال. أو ببيع أو التخلص من جزء كبير من مشروع الصدارة العملاق مع شركة داو الأميركية، الذي بدأ العمل فيه مؤخراً وبرأسمال مشترك يقدر بـ 20 مليار دولار.
مما لاشك فيه ان هناك فرصاً كثيرة وكبيرة بالتخلص من الأنشطة التي تمثل عبئاً مالياً وإدارياً، ولم لا؟. وترك هذه الأنشطة لشركات متخصصة في هذه المجالات ومن صلب أعمالها.
الرسالة واضحة والرؤية كذلك، ولم يبقَ سوى الانتهاء من الدراسات المختلفة لبدء التنفيذ مع بقاء قطاع انتاج النفط الخام بيد الشركة السعودية أرامكو.