يقول القارئ توفيق إن صديقه الكندي أخبره بتجربة طريفة مر بها مع ابنه الصغير، الذي قاطعه مرات وهو يقرأ موضوعا مهما في الصحيفة، يريد جوابا عن أسئلته، وبعد إلحاح الصبي، قام الأب بقص جزء من صفحة في الصحيفة، عليه خريطة للعالم، ومزق القطعة لقطع متساوية، ونثرها امام ابنه، وطلب منه أن يعيد تجميع الخريطة، وعاد لقراءة صحيفته، ظانا أن ابنه سينشغل عنه طويلا، ولكن الطفل عاد بعد لحظات يحمل الخريطة كاملة. وهنا سأله والده عن الكيفية التي جمع فيها الخريطة بتلك السرعة، وإن كانت امه قد ساعدته، فرد الصبي قائلا إنه لاحظ، عندما مزقت الصفحة، أن على جانبها الآخر صورة وجه ممثل معروف، وبالتالي كل ما قام به هو إعادة تجميع صورة الممثل ليحصل في الجانب الآخر على الخريطة.
أي ان الطفل اهتم بالإنسان ليصل إلى تحقيق بقية الأهداف، وهذا ما نحتاج إليه لبناء الإنسان في وطننا!
***
أظهر استطلاع قامت به مؤسسة Pew Research الأميركية المستقلة للأبحاث، أن قائمة الدول العشر التي يشكل فيها الدين جزءا اساسيا من حياة المواطنين لم تتضمن أي دولة عربية. فقد جاءت اثيوبيا في المرتبة الأولى، إذ أكّد %98 من الذين استطلعت آراؤهم أن انتماءهم للكنيسة الأرثوذكسية يشكل جزءا من هويتهم. وبين الاستطلاع تبوؤ السنغال وأندونيسيا صاحبتي الغالبية المسلمة، المركزين الثاني والثالث، فيما احتل الأردن المرتبة الأولى بين الدول العربية، والـ 13 عالميا، وفلسطين 15. وخلص التقرير إلى أنّ أهمية الدين في حياة الإنسان تزداد، بشكل عام، كلما زاد فقر الدولة التي ينتمي إليها، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي تبين أن %53 من شعبها يعطي الدين أهمية قصوى، وهي الدولة الغنية الوحيدة التي احتلت مرتبةً متقدمةً في الاستطلاع.
وبحسب تقرير Pew فإنّ الاستطلاع ركّز على حجم التغيير والتوزيع الجغرافي للديانات الرئيسية الثمانية في العالم، كما استقى بياناته من استبيانات هاتفية وأخرى أجريت عبر الإنترنت.
ويقول البروفيسور مايكل هوت Michael Hout من جامعة نيويورك، والذي اشرف على الاستطلاع، انه وفريقه واجهوا صعوبة في الحصول على معلومات دقيقة في دول عدة.
وقال إن الأجيال الجديدة، وبالذات في المجتمعات المسيحية، أصبحت أقل ميلا للتمسك بالدين. وإن الكثيرين استنبطوا لأنفسهم بوصلة أخلاق خاصة، بعيدا عن العقائد القديمة. كما تخلوا عن فكرة أن الطفل الجيد هو الطفل المطيع الذي عليه تصديق ما يملى عليه، وبالتالي أصبح لهؤلاء قواعد أخلاقية ودينية تختلف عن القواعد التي تربى عليها آباؤهم، وبعيدا عن التعاليم الكنسية. كما أن شكوكهم في السياسيين انسحبت لتشمل رجال الدين، وخاصة بعد الفضائح الجنسية التي لحقت بالكنيسة الكاثوليكية.
الموضوع شيق ويحتاج لدراسة أكثر.